أبدأ مقال الأسبوع بسؤال يهم الكثير من المتابعين لتطورات قطاع النقل الجوي السعودي الذي يشمل خطوط الطيران والمطارات بما فيها من خدمات: هل واكب هذا القطاع الحيوي الذي يمس حاجة المواطنين والمقيمين والزائرين اليومية التغيرات المتسارعة التي طغت على صناعة السفر الجوي الإقليمي والعالمي؟ هل تطور هذا القطاع بمعدلات تساوي معدلات النمو الاقتصادي السعودي الذي يقدر ب4-6% سنويا؟ أو التحسن الكبير لمستوى المعيشة لدى المواطن والمقيم؟ أو نسبة تكاثر عدد السكان في المملكة الذي يبلغ 2-3% سنويا؟ سؤال جوابه سهل وتفسيره صعب ومحزن في نفس الوقت.
نجد هذا القطاع ينمو ويتسارع بشكل مضطرد وإيجابي من حولنا خاصة في الإمارات وقطر والبحرين. توسع في الكمية من خلال ارتفاع عدد الرحلات والمحطات الدولية التي تضاف بشكل يومي، وكذلك بشكل نوعي من خلال الخدمات المتطورة المقدمة للمسافر في هذه المطارات، ونحن مع الأسف الشديد خطوطنا ومطاراتنا وخدماتنا لا تزال تعيش في القرن الماضي. بل يرى البعض تراجعاً بشكل مخيف كما هو الحال في مطار الملك فهد الدولي الذي يعطي المسافر طابع بأنه لم يزل يعيش في القرن الماضي من خلال الخدمات المتدنية التي يقدمها للمسافر. فمن يصدق بأن أرقام وأوقات الرحلات الدولية تكتب على سبورة باليد داخل صالات السفر، ومن يصدق بأن صالة انتظار رجال الأعمال لا تقرب من مستوى صالة انتظار العمال في المطارات المتطورة من حولنا، ومن يصدق تكدس المسافرين خلف الصفوف الطويلة لإنهاء إجراءات الجوازات بالرغم من قلة عدد الرحلات الدولية، ومن يصدق أن موقع المطار على الشبكة العنكبوتية يحتوي على أخبار من عام 2011م ولا يحتوي على أي معلومة تفيد المسافر. تصوروا أعزائي القراء لو أن هذه الإجراءات موجودة في مطار دبي أو مطار هيثرو الذي يمر خلالهما مئات الآلاف من المسافرين بشكل يومي. هل شاب مطار الملك فهد الدولي قبل أن يبلغ سن الرشد؟ و من لم يصدق فليذهب إلى مطار البحرين أو مطار الدوحة أو مطار دبي ليجد أن النسبة العظمى من المسافرين من السعودية.
الحقيقة أن الكثير من المتابعين لهذا القطاع فرحوا عندما تم الإعلان عن السماح لبعض الخطوط الإقليمية العمل في المحطات الداخلية لسد هذه الفجوة الكبيرة التي أحدثها هذا التوقف عن النمو في هذا القطاع الحيوي. بقدر هذه الفرحة الكبيرة تجد أيضا حزن كبير من بعض الغيورين على هذا البلد المبارك لتراجع هذا القطاع الحيوي وعدم تمكنه من مواكبة التغيرات والتطورات من حولنا بالرغم من توفر وارتفاع الطلب على السفر وتوفر المال للاستثمار.
فهل يعقل أن ما وصلت إليه بعض الخطوط الجوية الإقليمية لا يتعدى عمرها 15سنة من توسع وتطور يتعدى بكثير ما وصلت إليه الخطوط الجوية السعودية التي تبلغ عامها 68؟ هل شابت الخطوط السعودية؟ وهل ستقبل الخطوط القطرية باستمرار الخدمات المتدنية في صالات السفر في مطاراتنا بعد تشغيل رحلاتها الداخلية؟ أم أنها سوف تطالب بصالات خاصة وخدمات خاصة تساوي الصالات والخدمات المقدمة في المطارات الدولية؟
الحقيقة أنه هناك الكثير من التساؤلات و القليل من الإجابات، والأهم من ذلك حزن كبير لدى المواطن الغيور على بلده. فمن حقه مطالبة المسؤولين بتحمل مسؤولياتهم لمواكبة التطورات من حولنا، ومن حقه أن لا يقبل بمستويات متدنية للخدمات في مطاراتنا. فلا ينقصنا المال ولا أعتقد أنه ينقصنا العقول.
www.saudienergy.netTwitter: @neaimsa