في مجتمعنا، هناك اقتحام للتجريب ليس على مستوى المعرفة العلمية الصرفة، بل على مستوى الفعل الاجتماعي، والتربوي..,
فهو يخطو بعنفوان محاذياً لما يحدث في معامل التصنيع.., ومختبرات العلوم.., والطب..
المجتمع كما الشرنقة، الخلية، البوتقة، القِدْر، تحت مجاهر التنظير، والاكتشاف، والاختبار للعديد العديد من أوجه التفاعل مع عجلة التطوير التي تتحرك دولبتها على مضمار الوطن..
ثمة ما يبهج، فالناس تفكر.., وتتفاعل.., وتأمل..
الناس تسعى.., وتعي.., وتركض..
الناس أيضاً تبحث.., وتستزيد..
وإن كان وعاؤها خليطاً.. لكن معامل التجربة، وميادين الخبرة، ومضامير التفاعل كفيلة بخض المضامين.., والفصل بين الغث.., والسمين، والمفيد.., وغيره.., إذ لن يستقر إلا ما ينفع..
فالأمم تنهض بأفرادها حين يعي هؤلاء الأفراد ما لكل مرحلة من معطيات،..وما لكل مختبر من تجارب.., وما لكل مضمار من ناقل..
فلا يأس من الضوضاء.., ولا يأس من التناكب.., ولا يأس من قرقعة الأواني.., ولا يأس من تداخل الأفكار.., ولا يأس من الآراء.., ولا يأس من التنظير، ولا يأس من المقترَح,..
فكل تجربة لا شك ستكون إضافة لدعامات الأبنية جلُّها.., وقليلها.., خفيُّها.., وظاهرها.., حين تقوم الحضارات.., وتنهض الدول بمنتجات تجريبها.., وحصاد خبراتها.., وتفاعلها مع مستجداتها.., ومن ثم تستقر البوتقات.., وتُنتج الخليات.., وتتوالد اليرقات فراشات تتطاير في الفضاء إيذاناً بألوان الفرح.., والنجاح..
إذ سيولد المجتمع بتجاربه.. ما يرقى به ويوطد بصمته.., وسمعته..
حين تنوف أعمدة تجاربه...وتنطلق أجنحة خبراته..
فافسحوا لبعضكم ما استطعتم من الصبر، والرضا، والقبول، والتكاتف، والتفاعل، والعطاء..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855