لا شك أن الصحافة هذه السنين تلعب دوراً كبيراً في اطلاع المواطن على حوادث العالم والمجتمعات الخارجية والداخلية، والإعلام الرياضي جزء من هذه الصحافة، ومن هذا المنطلق تبادر إلى ذهني هذا السؤال الذي يطرح نفسه: من المسؤول عن تفشي التعصب والميول الرياضية.. هل هو الإعلام الرياضي أم الجماهير الرياضية؟
كل منا له ناديه الذي يشجعه وينتمي إليه وهذا حق مشروع له وكذلك الإعلاميون لهم أنديتهم التي يشجعونها وإن حاول معظمهم التهرب من ذلك وعدم كشف ميولهم ولكن الشمس لا تغطى بغربال ولكن هذه الميول والانتماء لا بد أن يكون بتعقل بعيداً عن استفزاز الآخرين بعبارات خارجة عن الروح الرياضية أو فرض أخبار أنديتهم على القارئ الرياضي. وكما يعرف الجميع أن الصحافة قبل كل شيء هي اختصاص -فن- خبرة مع صدق الكلمة، والإعلامي الرياضي الحقيقي الذي يستحق أن نطلق عليه هذه العبارة هو ذلك الصحفي المتجرد من ميوله وعاطفته يكتب وينقد بصدق وأمانة ولكن مع الأسف بعض هؤلاء الكتاب الرياضيين يغوصون في الماء العكر وذلك من خلال التشهير بهذا اللاعب أو ذاك الإداري لدرجة أن هذا الشيء طال بعض رؤساء الأندية هؤلاء الرجال الذين خدموا الرياضة لسنين طويلة.
وهذه الإساءات والتجاوزات وتصفية الحسابات والاستفزازات كلها مجتمعة شاهدناها عبر كثير من القنوات الرياضية لدينا مهرولين خلف سراب تعصبهم وميولهم وعواطفهم، لقد كنا نتعشم في هؤلاء الإعلاميين الرياضيين القدوة للغير وبالذات في محيطنا الرياضي، ولكن ما يحدث الآن بعيد عن الروح الرياضية والأخلاق السامية التي تعلمناها من ديننا الحنيف، وأكبر دليل على ذلك الجدل والمفاضلة الدائرة عبر القنوات والصفحات الرياضية.. انفعالات غير مبررة مع التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين بدون وجه حق.. وكما قال بعض العلماء (ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف.. وليكن نهيك عن المنكر بلا منكر).. ولكن هناك بعض الإعلاميين يحاولون دس السم في العسل، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن ما يكتبونه وبالذات أصحاب العواميد الثابتة نجد أن هذه المقالات تحمل في طياتها الهمز واللمز موجهة لهذا اللاعب أو ذاك، وقد نسي هؤلاء أن الشارع الرياضي لدينا أصبح لديه من الوعي والفهم الشيء الكثير ويعرف تمام المعرفة ما يدور في محيطه الرياضي من أحداث رياضية.. لذا أقول: أيها العقلاء أوقفوا من شطحت أقلامهم عن العرف الرياضي المتعارف عليه.
الرياض