حقيقة كم ابتهج القلب وغنى فرحا حينما قرأت بالأمس وفي جريدتنا الغراء هذه أن أمير منطقة الرياض الجديد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز قد دشن مشاريع ترفيهية وبيئية في منتزه الثمامة، ومبعث الابتهاج ليس تدشين أي مشروع ترفيهي يخص سكان الرياض بل لأن هذا المشروع يخص منتزه الثمامة بالذات وذلك (لسبب جد بسيط وفي غاية الأهمية) وبالطبع يتساءل القارئ هنا كيف يكون هذا التناقض الذي يقحمنا فيه الكاتب؟ ولكي لا يطول التساؤل يقول الكاتب: تعرفون أن منطقة الثمامة هي المتنفس لسكان منطقة الرياض بل هي (مرباعهم) السنوي سواء أخصبت أو أجدبت؟ فهم يردون الثمامة عائلات أو عزاب، ولكن كل منهم لا بد أن يرنو أولا إلى منتزه الثمامه المحاط بالشباك وتتملكه الحسرة أن يدخل هذا المنتزه المحمي حيث يشاهد النباتات والشجيرات البرية التي تنمو فيه كل الفصول بينما يسود التصحر كل ما حوله من باقي منطقة الثمامة!
ومثلما يرنو فإنه يهفو إلى مشاهدة الحيوانات البرية التي يقال إنها تسرح وتمرح في هذا الحمى بالإضافة إلى ذلك فإن المواطن يتمنى أن يجد مخيما جاهزاً يسكنه ولو ليوم واحد دون عناء جرجرة الخيام ونصبها، وهذه المخيمات المقامة داخل المنتزه يقولون إنها مجهزة وبالإمكان تأجيرها ولكن مبعث الحسرة لدى المواطن البسيط أن هذه المخيمات الجاهزة لا يقل إيجارها عن 2000 ريال لليوم الواحد لذلك يكتم المواطن حسرته ويواصل سيره بحثا عن مكان آخر، إذن هذا هو السبب البسيط الذي لم يلتفت إليه مسؤول ويحدد الدخول والإيجار بمبلغ معقول، أما الأهمية القصوى التي أشرنا إليها فإنه كان بالإمكان أن يتحول هذا المنتزه الطبيعي لمنتجع صحراوي هائل يجسد حياتنا البرية من حيث المسكن والكائنات التي تتعايش في هذه البيئة والغطاء النباتي وحفر آبار (جمع) أو (خباري) تأوي إليها الطيور ناهيك عن وجود ناد خاص للخيل والهجن بإمكان النزيل الاستفادة منه. بالطبع كل ما قلناه ونتمناه لا نعتقد أنه يغيب عن ذهن صاحب السمو الملكي أمير الرياض وهو يدشن هذا المشروع الجميل وسيضيف عليه الكثير، ومما يزيدنا أملا في التحقق أن أصحاب السمو الملكي الذين رافقوه في التدشين هم أصحاب اختصاص وحرص وحب السياحة المحلية والحياة الفطرية وتطوير المشاريع، بقي أن نهمس في أذن صاحب السمو أننا نرجو أن يكون للإمارة دخل في حماية المواطن من جشع القطاع الخاص إذا ما سلم إليه المشروع.