قرأت ما كُتب في العدد (14736) بعنوان: (الهبدان يباشر عمله رئيساً لبلدية الأسياح).. وهنا أود أن أقدَّم التهنئة لأهالي الأسياح وللأسياح ومراكزها وهجرها بهذا الرجل الذي أثق أن الأسياح ستتغيّر بجهوده وأفكاره.
الرجال معادن فمنهم من هو كالألماس ومنهم من هو كالذهب ومنهم من هو كالفضة ومنهم النادر ندرة الكبريت الأحمر وأعتقد أن الأستاذ عبدالعزيز بن علي الهبدان (الرئيس الجديد لبلدية الأسياح) هو من النوع الأول ومثل هذا الرجل مثال للصدق والإخلاص بكل معانيه وهو من أنجح رؤساء البلديات وأكثرهم إبداعاً وحماساً لعمله فما إن يتولى رئاسة بلدية من البلديات إلا وتظهر مبادراته وإبداعاته وجهوده ونجاحاته التي يلمسها الزائر والمواطن.. النجاح الإداري ليس نظريات تدرس أو دورات تعقد.. بل هو نتاج أسلوب إداري متكامل يبدأ بأسلوب الحياة اليومي في التعامل مع الآخرين وبخاصة المرؤوسون والمستفيدون، فالبلديات من أكثر القطاعات الحكومية الخدمية ارتباطاً مع المواطن, وقد نجح عبدالعزيز الهبدان في فترة توليه رئاسة بلدية طبرجل هذه المدينة القابعة في أقصى شمال المملكة وفي سهل (بسيطا) الخصيب في تحويل العمل الروتيني البلدي الممل إلى فكر متوقد وهم يومي له من خلال أفكاره الجديدة وخططه المبنية على تفكير لا يعتمد الدراسة الجافة الجامدة التي تظل في مجلدات ذات أغلفة لماعة وبيانات ورسومات مبهرة, بل على واقع عملي يميل بذكاء إلى الواقع الاجتماعي الذي هو الصفحة المختفية والغائبة في كل الدراسات النظرية البحتة.. من أبرز نجاحات الهبدان في بلدية طبرجل:
- تطوير الهيكل الوظيفي للبلدية باستحداث وظائف قيادية فنية عليا، حيث إن العنصر الفني القيادي يجب أن يكون ذا تصنيف وظيفي يقابل ما يطلب منه من جهد وعمل, كما بادر إلى رفع مستويات الوظائف الإدارية والفنية المساعدة في البلدية بعدد يقارب ما لدى الأمانات ويتجاوز (164)، وبهذا تم رفع الحالة المعنوية لموظفي البلدية وهذه أولى الخطوات التي يجب أن يفكر فيها رئيس المنظمة قبل أن يطالب موظفيه بالإنجاز, وقبل التفكير في المبنى وقبل التفكير في الأداء ووضع الخطط.
- بعد تطوير الهيكل الوظيفي للبلدية بدأ الهبدان بالسعي لرفع اعتمادات المشاريع بواقع خبرته, ولا يمكن أن يعرف الحاجة الفعلية للمشاريع لأي مدينة إلا رجل متمرس ذو نظر ثاقب ورؤية بعيدة تجمع بين الأرقام والإحصاءات وترتب الأولويات.. وبهذه الرؤية ارتفعت الاعتمادات المرصودة للمشاريع ببلدية طبرجل إلى أكثر من 30% خلال سنتين فقط.
- تمثّل الأودية ومجاريها أكبر مهدد لنمو المدن وإحدى كوارث التخطيط التي حدثت في مدننا خلال سنوات من الجفاف وقلة الأمطار وكثافة الاعتمادات المالية للمشاريع (فتم نسيان المطر) في سني الجفاف المطري وزيادة السيولة النقدية.. وبعد أن عادت سنوات المطر استيقظت مدننا على واقع مرير وهو أن المطر يغمر الشوارع والمباني (فهي كالنائم في مجرى واد جاف ليلاً وداهمه المطر وهو نائم) فهو لا يعلم أنه ينام في مجرى واد!
وقد عمل الهبدان خلال سنتين على تفعيل الأوامر الصادرة بتصحيح أوضاع البناء العشوائي والخاطئ في مجاري الأودية إلى رفع مخططات لنزع الملكيات التي تعترض مجاري الأودية, وقد يُقال إن ذلك عام في كل مدينة بعد كارثة جدة ولكن هناك من يسعى إلى تنفيذ هذه الخطط وهناك من يهملها ولن يسأله أحد عن إهماله وهذا هو الفرق.
- أهم ما يمس حياة المواطن هو (السكن) وقد سعى الهبدان إلى تخطيط واعتماد مخططات تحتوي على آلاف القطع السكنية التي تم توزيعها على المواطنين حسب آلية تقنية حديثة وفريدة.
- لا أحد يضمن استمرار السنين الخضر واستمرار تدفق الاعتمادات المالية, ولهذا عمد الهبدان إلى بناء برج استثماري ذي عوائد استثمارية كبيرة, وعنصر لتشجيع الحركة الاقتصادية للمدينة.
- هذا إضافة إلى العديد من المشاريع كمشروع مخطط المنطقة الصناعية, وتحسين المداخل, وإنشاء الميادين, وسفلتة ورصف وإنارة الشوارع.
وأثق أن الهبدان سيقود إلى المزيد من الإبداعات في موقعه الجديد بالأسياح , وأهنئ الأسياح بقراها وهجرها برئيس بلديتها الجديد.
- م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني