كلمات معدودة ومعانيها كبيرة ووقعها عظيم على القلوب الحية هي تلك الكلمات البسيطة التي طالب فيها لاعب الهلال المحبوب محمد الشلهوب من الجماهير الرياضية أن يدعو لوالديه بالرحمة والمغفرة فور نهاية مباراة فريقه الهلال أمام النصر في نهائي كاس سمو ولي العهد والتي توج فيها الهلال بطلاً.. حين تذكر المحبوب الشلهوب والديه وهو في غمرة الفرحة ونشوة البطولة واستذكر اشد ما يحتاجانه الآن وهما تحت الثرى وأكثر ما ينفعهما بعد أن أفضيا إلى ربهما ألا وهو الدعاء.. وهي رسالة ونصيحة غير مباشرة ومعبرة للجميع من نجم قذف الله حبه في قلوب الجميع وأزعم أن البعض تأثروا منها فالمفرط استدرك وتراجع وأصلح ما بينه وبين والديه والمقصر عاد واجتهد في برهما (وكلنا ذاك الرجل المقصر في حقهما).. أعلم أن هناك نماذج مشرفة كثيرة في لاعبينا فيما يخص بر والديهم فقد سمعنا الكثير منهم وهم يهدون البطولات لهم ويرجعون الفضل فيما وصلوا إليه من تميز وبروز إليهم بل ويحرص البعض منهم على مكالمة والدته ليطلب منها الدعاء بالتوفيق والسداد قبل المباريات ولكن استهوتني وأعجبتني طريقة المحبوب محمد الشلهوب الجديدة ولاحظت كيف تفاعل معها الناس بكل أطيافهم في موقع التواصل الاجتماعي تويتر وأحببت أن أسلط الضوء عليها واكتب عنها لعلها تدفع وتشجع البقية على تفعيل الفكرة واتخاذ نفس الخطوة وابتكار أفضل منها لإيماني بان تأثير اللاعبين على الجمهور وخاصة النشء والصغار كبير فربما نصيحة واحدة من لاعب جماهيري تدخل إلى عقول الشباب وتلامس شغف قلوبهم وتؤثر فيهم أكثر من مائة موعظة تقليدية..
لذا، أتمنى من اللاعبين استغلال نسبة المشاهدة الكبيرة قبل أو بعد المباريات ويوجهوا رسائل مباشرة ومبسطة بين حين وأخرى عن أهمية وفضل بر الوالدين وان يجعلوه شعاراً لهم في تحركاتهم لكي يتأثر بهم من حولهم من المعجبين وان يطبقوه فعلياً في حياتهم الخاصة حتى يقتدي بهم الأقرباء والمحبون ويجدوا أثره واقعاً ملموساً خلال وبعد مسيرتهم الرياضية خاصة إذا وضع اللاعب في ذهنه انه لن يهنأ بريال واحد من عقده ومكافأته إلا برضا والديه عنه..
رئيس الهلال والتصعيد الأول
كتبت الأسبوع الماضي وفي نقاط سريعة (للتذكير فقط لمن يريد أن يصور أن اعتراض إدارة الهلال موجه ضد الاتحاد الحالي فقد سبق أن رئيس الهلال اتخذ نفس الموقف وبنفس اللغة في فترة الاتحاد السابق عندما تم اتخاذ قرار إيقاف لاعب الهلال السابق المقاتل الروماني رادوي من لجنتي الفنية والانضباط في نفس الحدث كحالة تحدث لأول مرة في التاريخ).. وتفاصيل هذه الحادثة هي أنها وقعت بعد مباراة الهلال والوحدة في دوري زين عندما أصدرت اللجنة الفنية في (2011-2-14) قراراً بإيقاف لاعب الهلال الروماني رادوي (ثلاث) مباريات مساء ذلك اليوم وقامت لجنة الانضباط بعدها بساعات قليلة بإصدار قرار بإيقاف نفس اللاعب (مباراتين) إضافيتين لنفس الحالة ونفس المباراة فعقد رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تلك الليلة مؤتمرا صحفيا عاجلا داخل مقر نادي الهلال وتحدث بلغة حادة وقوية تجاه ذلك القرارين وانتقد بشدة لجنة الانضباط ووصف القرار بأنه (فضيحة بكل المقاييس) وان لجنة الانضباط (تستهدف) نادي الهلال وتتخذ قراراتها بناءً على (انتماءات) رياضية وانه لم يحدث في تاريخ الرياضة السعودية أن لجنتين أقرتا عقوبتين مختلفتين على لاعب واحد، وهذا ما أيدته فيه لجنة الاستئناف والتي نقضت قرار لجنة الانضباط فيما بعد لأنه بني على تطبيق خاطئ للقانون!!..
عموماً، هذه الحادثة تكشف أن سياسة رئيس الهلال في الدفاع عن حقوق فريقه هي نفسها لم تتغير سواء في عهد الاتحاد السعودي السابق أو الاتحاد المنتخب الجديد، وأن ما يصوره ويرسخه البعض أنها لأمور انتخابية أو أنها موجهة ضد رئيس الاتحاد الأستاذ احمد عيد فهذا غير صحيح لان رئيس الهلال لم تتغير مواقفه في كلتا الحالتين، وهذا ما يجب أن يدركه ويستوعبه الأستاذ احمد عيد نفسه لأنه من الواضح انه حول احتجاج رئيس الهلال المبرر إلى موقف شخصي وضح عليه عندما أراد الصحفيون سؤاله عن الهلال بعد اجتماع الجمعية العمومية وأبدى امتعاضه، وكاد أن يذهب ويتركهم لولا انه اشترط عليهم عدم السؤال عن قضية الهلال وكأنه مسئول عن جميع أندية المملكة إلا الهلال!!.
النصر والمنشطات مشكلة أزلية
جاء في بيان لجنة الانضباط، ومن واقع شهادة رئيس نادي الأهلي الأمير فهد بن خالد على خلفية شكوى لجنة الرقابة على المنشطات على لاعب النصر حسين عبدالغني حرفياً (بأن بدر السعيد لم يتفوه بكلمة أو يصدر منه أي ردة فعل حيال ما قاله اللاعب حسين عبدالغني) ليثبت مدى ما يتمتع به الأستاذ بدر السعيد أمين عام لجنة الرقابة على المنشطات (المستقيل) من خلق رفيع ودراية ومعرفة وانضباطية في عمله قادته ليكون (عضوا في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات - لجنة التعليم ) ضمن 6 أعضاء فقط بعد اختياره من بين 45 عضوا.. وهو اختيار يؤكد قدرة وكفاءة الشباب السعوديين وما يجدونه من تقدير واحترام من المنظمات والهيئات الدولية؛ لأن المعيار العادل عندهم علمه وعمله وليس أهواءه وميوله كما هو حاصل في منظومتنا الرياضية والتي تتحول إلى اتهام خاصة إذا كانت غير (صفراء) وتطبق الأنظمة واللوائح بحذافيرها، ولا تخضع ولا تركع للترهيب الجماهيري والتصعيد الإعلامي ولكن العاملين فيها قد يضطرون إلى ترك منصبهم إذا تخلى صاحب القرار عن مسئوليته وتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم !!.. وهذا ما فعله بدر السعيد بإعلان استقالته وقبله رئيس لجنة المنشطات السابق الدكتور عبدالله الجوهر وزميله عضو اللجنة تركي المهيد اللذان قدما استقالتهما في (29 مايو 2004) احتجاجاً على تطاول شخصيات نصراوية عليهما في وسائل الإعلام بعد إدانة لاعبي النصر بدر الحقباني ومحسن الحارثي بالهروب من الكشف على المنشطات بعد مباراة النصر والأهلي في ذلك الموسم، وهو ما يثبت أن النصراويين لديهم مشكلة أزلية ومنذ سنوات مع لجنة المنشطات وما هجومهم الشخصي والانتقائي على أمينها (المستقيل) بدر السعيد إلا لذر الرماد وصدَّقه السٌّذَّج!!.. على كل حال، لم يكن بدر السعيد الأول وربما لن يكون الأخير الذي يبادر إلى ترك مكانه ليحفظ هيبته وكرامته في ظل بيئة طاردة لا مكان فيها للمتميزين والنزيهين وامتناع المسئول الأول القيام بإحدى مهامه الأساسية وهي حماية العاملين تحت إدارته!.
suliman2002s@windowslive.com -- saljuilan@hotmail.comللتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan