كتبت ذات مرَّةٍ عن الدكتور حافظ المدلج وأشدت بطموحاته الكبيرة، لكنَّني قلت: إنّه يستعجل الخطى ويكثر من الظهور الإعلامي، وفي هذا خطر على مسيرة قدرة إداريَّة يمكن أن يقدم الكثير للرياضة في بلاده.
زميلنا الخبير المتخصص الآسيوي المبدع سلطان المهوس حرص على أن يقدم لنا مغامرة المدلج في السباق للفوز بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بقالب يرد فيه للمدلج شيئًا من الاعتبار وخصوصًا أن كثيرًا من التعليقات والتلميحات كانت تُؤكِّد أن دور حافظ في سيناريو المنافسة لا يَتَّفق وطموحاته ولا يتوازى مع ثقل رياضة بلاده على الصعيد الآسيوي!
يقول سلطان: (المدلج يحارب دون أيادٍ لتحقيق مصالح بلاده والتحرّكات المساندة لحملة المدلج الانتخابية افتقرت للسرعة والديناميكية اللازمة والتعاون اللوجستي مع الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى العنصر الأهمّ وهو المال فلم تتوفر للمدلج أيّ ميزانية ماليَّة منذ إعلان اتحاد الكرة ترشحه وإزاء الضمانات التي لم تتحقق والوعود التي لم تنفذ من قبل الجهات التي فرضت ترشح المدلج لم يطق الإماراتي السركال صبرًا للتوافق وأطلق حملته الانتخابية)!
هنا أسأل: لماذا إذًا ترشح المدلج؟!
ما عندنا إلا ماجد!
رشح الاتحاد السعودي لكرة القدم الكابتن ماجد عبد الله لجائزة الاتحاد الآسيوي التقديرية لخدمة كرة القدم 2013م وماجد نجمٌ كبيرٌ يستحقُّ التقدير لكن أن يكون هو فقط المرشح الدائم لأيِّ جائزة خاصة بنجوم كرة القدم السعوديَّة فهذا يعني تهميش غير مبرر للاعبين قدَّموا للكرة السعوديَّة أكثر مما قدّمه لها ماجد عبد الله، لكن يبدو أن استمرارية وجود ماجد في الساحة الإعلاميَّة الرياضيَّة أوجد مبررًا لأن يكون هدفًا لتلك الجوائز، فهو لا يزال نجم النصر الوحيد وهو واجهة النصراويين الإعلاميَّة والسِّلاح الذي يخوضون به معاركهم الإعلاميَّة، كما أن ترشيحه- وهذا شيءٌ مهمٌ - يُؤدِّي إلى صمت اللآلة الإعلاميَّة النصراوية التي لا تكلّ ولا تملّ من الحديث في أيِّ شيء وعن أيِّ شيء وتثير صخبًا لا يطاق!
في المقابل فإنَّ النَّجم في الأندية الأخرى يغيب عن الساحة بتواصل إنجازات الفريق وبظهور مواهب جديدة في فريقه تأكل الأخضر واليابس من بعده وتكون هي في قلب الحدث إعلاميًّا وجماهيريًّا ولهذا من حسن حظ ماجد عبد الله أنّه لم يكن لاعبًا هلاليًا تغيّبه موهبة الثنيان وتدفنه أرقام سامي!
ومثل هذه الجوائز المعنوية دائمًا ما يشكِّل الترشيح لها أزمة بسبب آلية الترشيح التي تعبث بها العواطف وتعصف بها المجاملات، فالترشيح يأتي على عجل (مسلوق) ويَتمُّ من خلال دائرة ضيقة جدًا وبالتالي تأتي نتائجه بعيده عن الهدف ومثيرة لجدل لا ينتهي!
هل محاربة الهلال مطلبٌ؟!
الصدى الواسع والتأييد الكبير لموقف اتحاد كرة القدم من نادي الهلال، الذي كان يطالب بأن يمنح بعضًا من حقوقه ولم يطالب بتسهيلات كتلك التي تمنح لغيره لكي يتمكَّن من التقاط أنفاسه في زحمة المشاركات المحليَّة والخارجيَّة ذلك الصدى والتأييد يعكس واقعًا رياضيًّا منتشرًا يفرح بمحاربة الهلال وإرهاقه بعد أن أرهق منافسيه بالركض خلفه وهذا طبيعي لكن الخطورة هي في أن يكون الموقف الرسمي من الهلال انعكاسًا لتلك الوضعية التي صنعتها بعض الأندية بجماهيرها وإعلامييها وتجاوبًا معها ومتى حدث هذا فإنَّ الكرة السعوديَّة ستخسر رافدًا مهمًا لم يبخل عليها طوال تاريخها بالمواهب والنجوم وصناعة الإثارة لمسابقاتها وفي الوقت نفسه سيكون الرسميون هم أول ضحايا غياب الهلال لأنهم سيكتشفون أنّه لا حضور حقيقي لهم في غياب الهلال وأن الفرق التي ترفل بدلالهم لا تسمن ولا تغني من جوع في الميدان، الذي يعمّره الهلال بالنجوم والمتعة والإثارة والإنجازات الكروية!
الشرهة على اللي انتخبكم!
التسريبات الإعلاميَّة التي اخترقت اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، التي دفعت الأستاذ خالد المعمر عضو الجمعية العمومية إلى المطالبة بمنع دخول أجهزة الهاتف المحمول إلى الاجتماعات مستقبلاً هي في الواقع جانبٌ سلبيٌّ من بين العديد من السلبيات التي أظهرتها تجربة الانتخابات سواء على مستوى التَّعامل الشخصي أو على مستوى العمل الرسمي والخطورة ستكون أكبر فيما لو تَمَّ تسريب قرارات أو توصيات!
والعيب ليس في الانتخابات، بل في نتائجها التي لا ضابط لها ولا يحكمها سوى عدد الأصوات ولهذا يجب ألا نستغرب أو أن نستكثر ما يحدث من مواقف وقرارات فنحن أمام عينة عشوائية يصعب فرزها وبالتالي الكشف عن أصحاب الممارسات (الاختراقية) يحتاج إلى مراقبة ومتابعة طويلة النَّفْس وقبلها يحتاج إلى رغبة أكيدة في الوصول إلى المخترقين!
متحف !
نادٍ يفكر في إنشاء متحف داخل مقره ليعرض من خلاله دروع وكؤوس بطولاته التي كان آخرها (منذ مبطي) وهذه الفكرة حلوة جدًا ليتعرف شباب اليوم على شكل ونوعية كؤوس ودروع مسابقاتنا الرياضيَّة في تلك الفترة!
لكن النادي لا يحتاج إلى متحف لأنّه من دون إنجازات يُعدُّ هو في الواقع متحفًا لذلك من الأفضل إقامة جناح داخل المقر شعاره (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) تعرض فيه رسومات تخيليه لإنجازات الفريق المستقبلية!
استقال الرئيس وبقي الفريق!
اختار رئيس الحزم يوسف الخليف الاستقالة بعد أن تأكَّد من أن هبوط فريقه إلى الدرجة الثانية ما هو إلا مسألة وقت بعد فترة رئاسيَّة هي الأسوأ في تاريخ النادي بالرغم من أنّها كانت هي الأغنى ماديًّا حيث توفر بين يدي الرئيس عشرون مليونًا كانت محصلتها هبوط الفريق من دوري زين ومرور سريع على أندية الدرجة الأولى ومِنْ ثمَّ توجهه الوشيك إلى حيث أندية الدرجة الثانية وبقاء النادي بلا استثمارات، بل عاد إلى دوامة الديون!
وبعد استقالة الرئيس عاد محبو الحزم لفريقهم وأخذوا يبذلون جهودًا كبيرة لدعمه معنويًّا وماديًّا لمساعدته على البقاء في دوري ركاء وبدأت مع رحيل الرئيس انتصارات الفريق وتزايدت آماله في البقاء وردَّدت جماهير الحزم (يا ليتها تقدمت) إشارة إلى استقالة الرئيس المتأخِّرة!
لكن السُّؤال: هل من العقل والمنطق أن يقدم رئيس النادي -أي نادٍ- استقالته ويرحل دون أن يسأله أحد عمَّا أحدثه في ناديه من خسائر فنيَّة وما تسبب فيه من هدر مالي وما خلفه من ديون؟!