عرفت الدكتور حافظ المدلج عندما انفردت بخبر ترشحه بديلا للراحل عبدالله الدبل عضوا بالمكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم وقابلته لأول مرة في كوالالمبور عام 2007م وأتذكر أنني اتفقت مع محمد النويصر على خداعه في مدخل اجتماع الجمعية العمومية الآسيوية فقد ذكرت أنه لابد لأي عضو جديد أن يلقي القسم الآسيوي وقلت لابد أن تردد (أقسم بأن أحافظ على الدستور الآسيوي

وأسرار الاتحاد وأن أرعى مصالح الاتحادات) كادت أن تنجح خطتي لكن النويصر ضحك بقوة فانكشفنا..!!

كانت فاتحة خير لعلاقة ممتدة فيها الكثير من القوة والمتانة وصلت لأن نكون جديرين بثقة بعضنا البعض ولا أخفيكم سرا إنني من أشد منتقديه بل ربما من أوجعهم فهو يعرف إنني لا أجامله واحرص دائما أن يكون الرجل الأفضل في الرياضة السعودية لثقتي التامة بعقليته ونزاهته وذكائه وهو للأمانة يحب الصادقين معه ويحظى بعلاقة رائعة مع غالبية الوسط الإعلامي والرياضي..

عندما أخبرني حافظ أنه تلقى اتصالا يفيد بترشحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي طلبت منه أن يعمل المستحيل لكي يقنع من رشحه أن يتم تأجيل ذلك لعام 2015م وأعطيته مبررات واقتنع بها وقال سأحاول لكني أعتقد أنني لن أنجح فالأمر أكبر مني كثيرا..!!

أعرف دهاليز المسار الذي سارت من خلاله حملة المدلج حتى اللحظة وأعرف أن أي إستراتيجية معرضة للتغيير بأي لحظة لكن على القارئ الكريم أن يفهم أن المدلج مسيرا وليس مخيرا باعتباره جنديا للوطن وعليه السمع والطاعة فقد سمع وأطاع مؤديا دوره التاريخي وتبقى أي نتيجة قادمة برقبة من وجه وقرر وخطط في وقت طارت الطيور بأرزاقها..!!

الاتجاه لإعلان الانسحاب يبدو مواتيا ومطروحا وهو يحقق ما ناديت به وما رسمته جريدة الجزيرة كخارطة طريق آسيوية انتخابية لكن من المهم تاريخيا أن نرفع الشماغ تحية وتقديرا لحافظ المدلج الذي ظل سياسيا محنكا بأحاديثه محترما بعلاقاته محققا مكاسب آسيوية لوطنه قبل أن يعلن اسم الرئيس الجديد..

اعرف أن كل شيء ربما يتغير لكن من الدروس التي يجب أن نفهمها أن الخريطة تغيرت وأن ما يمكن إنجازه بمكالمة تلفون أصبح من الضروري إنجازه بتخطيط مسبق وبتوقيت مناسب فالتاريخ لا يعود للوراء أبدا..!!

كلنا نريد حافظ رئيسا.. لكن علينا أن ندفع ثمن تلك الإرادة.. بدون ثمن لاشيء يتحقق سوى ما عمله الذكي المدلج وسيكتبه التاريخ بسجلاته..

تعقيب

في مقالي الماضي (عفوا نواف بن محمد.. لست وحدك) ذكرت أنموذجين ناجحين يتضمنان اتحاد الكاراتيه واتحاد رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وقد سقتهما كأمثلة فقط وإلا فإن اتحاد مثل اليد أصبح اليوم احد عمالقة آسيا ونتائجه العالمية الأخيرة بقيادة الحلافي وزملائه صورة ناصعة للعمل الناجح وعتب الأخوة باتحاد اليد مقبول لأنهم تعبوا وخططوا بكل قوة.

قبل الطبع

الانتخابات.. لا عدو دائم.. لا صديق دائم.. !!