|
في أيامنا هذه، يُنظَر إلى التعاون على أنّه التوجه الجديد الأهم في الأوساط المعنية بإستراتيجية الأعمال. ويرى معظم الناس أنه ضروري، في حال كنّا نستعدّ لحلّ المشاكل التي تبدو مستعصية في العالم، بما يشمل الفقر والتبدّل المناخي. وقد سهّلت التكنولوجيا بشكل جذري قدرتنا على التحليل والتصرف حيال أحجام المعلومات المتزايدة باستمرار، وقدرتنا على القيام بذلك بفعالية أكبر من خلال التعاون.
ولكن هل يوفي التعاون بالوعود التي يتضمنها؟ أم أنه مهدد بالتحوّل إلى مجرّد نوع جديد من «التخضير» – وهو تسويق تتحدّث الشركات في سياقه عن أمور مراعية للبيئة، من دون فعل ما ينبغي فعله؟
كي تكون الجهود التعاونية مجدية، من الضروري التفكير في ما ستعنيه بالنسبة إلى جميع المعنيين. ويبدأ ذلك برسم خريطة لأهم المعايير: من هم المشاركون الذين تريد العمل معهم؟ ما الأمور التي يعرِضها كلٌّ منهم؟ وتولي أهمّية كبرى لاستنتاج تلك الأمور بصراحة. ويقوم العبء التالي على معرفة طريقة عمل الناس معاً على أرض الواقع، بما يشمل رصد الموارد في متناول أيديك لتسهيل العملية.
ويشمل التعاون الصادق التواصل مع مؤسسات غير تقليدية قد لا تكون شركتك قد عملت معها قبلاً. وإن كان الأمر يمنحك شعوراً بالانزعاج والإنهاك، لعلك تسلك الطريق الصحيح.
وعند انطلاقك في شراكاتك الخاصة، تذكّر النصائح التالية:
- اجعل الأمور واقعية: لا تكن من معتمدي منهجية «التعاون – التخضير» من خلال اللجوء إلى الكلام أكثر من الفعل. واحذر الاعتماد على التكنولوجيا لأنه قد يحث الشركات أحياناً على تجاهل أهمية تعزيز العلاقات الشخصية، مع الإشارة إلى أن التفاعل الإيجابي بين الشركاء في أرجاء النظام يصعب استحداثه، وقد يكون من العناصر التوجيهية الحاسمة التي تبقي الأمور ضمن مسارها.
- توخَّ المرونة: إن العلاقات الممتازة، حتى هي، لا تدوم إلى الأبد. وبالتالي، صمِّم حلولاً تسمح لك بالازدهار بغضّ النظر عن عدد المشاركين القادمين والراحلين في سياق التعاون.
- اسمح للأمور أن تكون متبادلة: لا ينبغي بالشركاء أن يخشوا محاولة رصد القيمة الحقيقية للأعمال من خلال التعاون، بل عليهم أن يتأكدوا من أن التوقعات واضحة وصريحة بالنسبة إلى كل فريق. وبالنسبة إلى شركة، قد تتمثّل قيمة الأعمال بالتزام متزايد للموظفين، أو بتطوير منتجات جديدة، أو بتحسين لسمعة الشركة.
وفي سبيل حل التحديات الكبرى في العالم، من الضروري ألا نصبو إلى أقل من التوصّل إلى ابتكار يكون بمثابة إنجاز، على أن يكون لكل فرد منّا دور يؤدّيه لتحقيق هذه الإنجازات.
(بول إلينغشتاد هو الشريك ومدير تطوير البرامج في مجموعة «الاستدامة والابتكار الاجتماعي» في «هوليت باكارد». أما شارميان لوف، فرئيسة تنفيذية لشركة «فولانز» التي تركّز على المستقبل، وتعمل على مفترق الطرق بين الابتكار وإطلاق المشاريع والتحركات المؤدية إلى الاستدامة).