|
عندما طُلب من لي سكوت، منذ بضع سنوات، عندما كان رئيساً تنفيذياً لسلسلة «وول مارت»، أن يصف أهم حجة تؤثر في أداء المتاجر، أجاب على الفور «حجم متاجرنا». وكانت أكبر مجموعة بيع بالتجزئة تجري نقاشاً حول مدى صغر الحجم المحتمل لبصمتها من دون خسارة قدرتها على خدمة عملائها. وقال سكوت إن هذا الحديث أطلق العنان للكثير من الأفكار الجديدة.
بالنسبة إلى ناشر مرموق، يختصر نطاق الخلاف الأساسي بصلب الشركة: هل يجدر بمؤتمراتها التي تلقى شعبية أن تعزز التوجه «المناهض للثقافة» في المؤسسة؟ أم أنه ينبغي أن تتقبل بارتياح شركات العالم الأكثر ثراء وتلك التي تتمتع بمكانة راسخة أكبر؟ تتمتع الشركات كلها باستراتيجيات وثقافات، وتتمثل أضمن طريقة للحصول على معلومات قيمة عنها بطرح السؤال الآتي: «ما هو أهم حجة تملكها المؤسسة في الوقت الحالي؟»
لا شك طبعاً في أن أكثر من حجة واحدة قد تكون بمنزلة «الحجة الأهم» في أحيان كثيرة، وفي أن الحجج التي تبرر كون إحدى الحجج هي الأهم تعتبر - وأنا آسف لذلك - مهمة بدورها.
والجدير ذكره أن الآراء الفعلية في صلب المؤسسة والمردودات الناتجة منها لا تتأتى فقط عن الإصغاء الجيد، بل أيضاً عن الإقرار بأن الأفعال تطغى على الكلام. ما الدور الذي تؤديه القيادة في إصدار الحجج؟ هل ينظر إلى عدم الوفاق على أنه خلاف؟ أم يتم التطرق إليه على أنه فرصة لدفع الأمور باتجاه المزيد من الوضوح؟
تندرج الردود على الحجج الأهم ضمن ثلاث فئات غير مترابطة، تقوم على الاستراتيجية، أو القيم، أو الناس. وتكون الحجج المرتبطة بالاستراتيجية مباشرة وصريحة في العادة: فهم نحن في خضم منافسة ضمن هذه الفسحة أم لا؟ هل سنكون رائدين أم لا؟ أما الحجج المرتبطة بالقيم فمن المفهوم أن تكون أكثر تعقيداً: هل محاولة خدمة قاعدة عملاء جديدة تخل بما نحن عليه (بحسب ظننا)؟ هل تركيزنا الحثيث على العملاء ينتهك خصوصيتهم؟
تتمحور أسوأ الحجج التي أسمعها عادة حول الناس؛ فالرئيس التنفيذي - مثلاً - قد يظهر سلوكاً أو يصدر تعليقات تتسبب في ظهور أقطاب؛ ما يؤجج نقاشاً أوسع نطاقاً. وغالباً ما يكمن خط رفيع بين القادة النافذين وعبادة الشخصيات. وبالتالي، في حال كانت الحجج الأهم في مؤسستك تتمحور حول أفراد معينين، وحول المزيج غير المعتاد بين الأسلوب والمضمون لديهم، كان الحرص واجباً.
في نهاية المطاف، يتمثل أهم سؤال ينبغي طرحه بما يأتي: هل يقدم زملاؤك الحجج الصحيحة؟ هل ينيرون الطريق أثناء مضيهم قدماً أم يمنحون الشركة أعذاراً أفضل على عدم تصرفهم؟
في حال لم تكن تملك النوع المناسب من الحجج المهمة، إلى أي مدى تكون القيمة الفعلية للتوافق وتماشي الأفكار مهمة؟
(مايكل شراج شريك بحث في مركز الأعمال الرقمية التابع لكلية «سلون» في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهو مؤلف «رهان جدي»)