|
واشنطن - إبراهيم بكري / تصوير - أكرم الغامدي:
نظمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والملحقية الثقافيَّة السعوديَّة في الولايات المتحدة الأمريكيَّة في العاصمة واشنطن أمس الأول مؤتمرًا لأعضاء هيئة التدريس المبتعثين في الجامعات الأمريكيَّة والكندية في احتفالية ضمن إستراتيجيَّة الجامعة التي تهدف إلى الوقوف على أحوال مبتعثيها حول العالم وتذليل الصُّعوبات التي تواجههم. وخاطب معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل أعضاء هيئة التدريس المبتعثين قائلاً: «إنكم تلقون كامل الدَّعم من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، لذا عليكم أن تترجموا رؤية الملك بنهل العلم وأن تكونوا رسل سلام».
وبيَّن أبا الخيل أن الجامعة تسعى عبر هذا التجمع إلى فتح باب الحوار المباشر وعلى طاولة واحدة بين قيادات الجامعة المسؤولة عن المبتعثين لتسهيل مهمة ابتعاثهم وإنهاء أيّ أمور قد تشغلهم عن التحصيل العلمي وتنفيذ أبحاثهم»، مشيرًا إلى أن زيارة الولايات المتحدة تأتي ضمن إستراتيجيَّة الجامعة لزيارة جميع المبتعثين حول العالم، إِذْ بدأت الجامعة ببريطانيا وتتجه ضمن خطتها إلى باقي الدول.
وأوضح مدير جامعة الإمام أن سياسة الجامعة تتصل بخطة وزارة التَّعليم العالي التي تسعى إلى ابتعاث أعضاء هيئة التدريس للتحصيل العلمي والتأهيل الأكاديمي ونقل هذه العلوم إلى البيئة الأكاديمية في جامعة الإمام لتأهيل طلاب الجامعة وفق أدق المعايير الدوليَّة. وشدد أبا الخيل على «أنه من الضروري ألا تمرّ اللقاءات دون أن تخرج بثمار حقيقة يلمسها عضو هيئة التدريس المبتعث، حيث له الحق أن نسمع منه وقيادات الجامعة أتت من المملكة ليس من أجل الكلام فقط، بل لنتخذ قرارات حقيقية تسهل مهامهم مع تعزيز الجوانب الإيجابيَّة ومعالجة أيّ سلبيات قد تواجه المبتعثين».
ولفت مدير جامعة الإمام إلى أن «الابتعاث لطلب العلم أصبح مطلبًا ضروريًّا ومحل العناية من قيادة الوطن حفظها الله التي تبذل كل دعم من أجل أن يجد المبتعثون ما يحتاجون وأن يؤدُّوا هذا العمل العلمي بِكلِّ سهولة ويسر ويكونوا لبنات صالحة لوطن هو في حاجة إليهم». وقال أبا الخيل: «لا بُدَّ أن نعلم أن الابتعاث من أهم الفرص التي يتنافس عليها أبناء المملكة، لذلك يجب أن نستشعر هذا الأمر ونعلم أننا حصلنا على فرصة لا تعوض ولا بُدَّ أن ندرك أنَّها من نعم الله سبحانه وتعالى ويجب أن نحافظ عليه ونحفظه حتَّى نكون من المحافظين على ما أنعم الله علينا». وخلص مدير جامعة الإمام بالقول: يجب أن «نتعامل مع المسلمين والبشر بِكلِّ أطيافهم في هذه البلدان بتسامح واعتدال ووسطية التي يدعو إليها ديننا الإسلامي، مشددًا على ضرورة التحلي بالأخلاقيات والبعد عن الشبهات، بل أنتم سفراء خير ومحبة وتأكَّدوا أن هذه البلدان تحترم من يتمسك بالأخلاقيات».
وطالب أبا الخيل المبتعثين بضرورة ألتركيز في مهمتهم التي أتوا من أجلها والسعي إلى مشاركة المجتمعين الأمريكي والكندي في الأنشطة التي تنقل الصورة المشرّفة عن الدين والوطن مع استلهام السيرة النبوة في الأخلاقيات، التي يجب أن نتحلَّى بها والشيم العربية التي يمتلكها الإنسان السعودي».
من جانبه رحب الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الدكتور محمد بن عبد الله العيسى بمدير جامعة الإمام، مؤكدًا أنّها المبادرة الأولى بين الجامعات السعوديَّة، معلنًا أن الجامعة وافقت أن تكون الراعي الأكاديمي ليوم المهنة الذي سيكون بالتزامن مع حفل الخريجين في الولايات المتحدة نهاية شهر مايو المقبل؟.
وبيَّن العيسى أن جامعة الإمام من أعرق الجامعات في العالم العربي والعالم ومبتعثيها يتميزون بالجدِّ والاجتهاد ويقدِّمون أبحاثًا مميزة تسجل للوطن. من جانبه أكَّد وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود للدِّراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبد الله بن حمد الخلف أن اختيار أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يخضع لمعايير علميَّة وفكريَّة وأخلاقيَّة وثقافيَّة، لافتة إلى أن اللَّجْنة الدائمة للابتعاث والتدريب تقوم اللَّجْنة بالتخطيط والتنفيذ لبرامج الابتعاث بناء على دراسة الاحتياجات الفعلية من القوى العاملة المؤهَّلة وتطوير سياسات وآليات العمل الخاصَّة باللجنة». وطالب الخلف أعضاء هيئة التدريس المبتعثين بمراعاة القوانين والأنظمة الأمريكيَّة وعدم تجاوز نظام الإقامة والحرص على البعد عن أيِّ أنشطة تثير الشُّبهات، والبعد عن الأنشطة الطائفية والسياسيَّة ذات البرامج المشبوهة.
وخلص وكيل الجامعة إلى أن إستراتيجيَّة الجامعة العامَّة تسعى إلى الارتقاء بالابتعاث والتدريب في الجامعة لتحقيق تطلُّعات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد والنائب الثاني. وشهد اللقاء طرح الكثير من الاستفسارات والمقترحات التي أمر مدير الجامعة باعتمادها في حينه، وساد جوٌّ من المرح والدعابة بين قيادات الجامعة والمبتعثين.
وشهد اللقاء تبادل الهدايا التذكارية بين الجامعة والملحقية الثقافيَّة.