عندما تكشف وزارة الداخلية عن وجود نساء من بين المقبوض عليهم في جرائم تهريب وترويج المخدرات، فهذا دليل على يقظة خطط المكافحة، في تتبع التلوّن الذي يظهر به مجرمو المخدرات بين حين وآخر!
(امرأة تدخل أو تخرج بسيارة فارهة من قصر أو فيلا سكنية راقية) معادلة لا يمكن وضعها ضمن حسابات رجال المكافحة لتتبع المروِّجين أو المهرِّبين، فلا يمكن تصوّر أنها تقوم بنقل بضاعة أو ترويجها أو أنها تقوم بدور وساطة بين تجار السموم!
ولكن لأن هؤلاء المجرمين تجردوا من كل أحاسيس ومشاعر المجتمع، وانسلخوا من كل ثوابته، أصبحوا لا يراعون حرمات وثوابت المجتمع السعودي وخصوصيته، مستغلين الآداب العامة التي جُبل عليها الناس في هذا البلد باحترام المرأة والتعامل معها وفق خصوصية المجتمع على أنها فوق الشبهات فهي الأم والزوجة والأخت، ولا يمكن وضعها في دائرة الاشتباه!
لقد استغل هؤلاء ضعف الوازع الديني والظروف الحياتية عند البعض بتجنيدهم في خدمة قضايا التهريب والترويج كونهم بعيدين عن (الشك والريبة) لتدمير عقول شبابنا وشاباتنا، ليس بالاستخدام فقط، بل ليسقطوا في شراك تهريب وتوزيع المخدرات كأدوات في أيدي هؤلاء المجرمين!
حقيقة لا نملك إلا أن نشيد بدور رجال مكافحة المخدرات في هذه الإنجازات المتتابعة، ونقدِّر لهم هذه الجهود الحثيثة في تعقّب خطوات المجرمين وخططهم، ولاسيما أن التلوّن هذه المرة شمل خطط جديدة للتصدي لتلوّن المهربين والمروّجين أنفسهم، وهنا قضية مهمة للغاية وهي في التطور الذي يجب أن يسبق عقول وخطط المروّجين!
البيانات الأخيرة لوزارة الداخلية تؤكّد أن هناك تطوراً في خطط المتابعة والتحرّي لتتوافق على الأقل أن لم تسبق عقول هؤلاء المجرمين لتكفينا شرورهم، ولكن هذا لا يكفي وحده؟!
حرب المخدرات، حرب مستمرة ومتطورة لا يمكن أن تنتهي أو تهدأ لارتباطها بعوامل متعددة، ولكن يمكن التخفيف من آثارها بتعاون المجتمع في الإبلاغ والإرشاد عن أي بؤر فساد دون خوف أو تردد أو سلبية!
تحية تقدير لكل الرجال والنساء الأبطال الذين يشاركون ويساعدون في كشف تجار السموم، (الدين وحب الوطن) لا يكتملان بالتفرّج والتصفيق من بعيد، بل المشاركة والعمل واجب علينا جميعاً لمساندة هؤلاء الأبطال، حتى لو بالدعاء لهم بالتوفيق والسداد.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com