وفقاً لمتابعات الجزيرة بتاريخ 9-4-1434هـ فقد وافق مجلس الوزراء على تنظيم مجلس المصالحة بوزارة العدل لتفعيل خيار البدائل الشرعية لتسوية المنازعات عن طريق المصالحة والتوفيق من خلال تقريب وجهات النظر واحتواء المنازعات بأسلوب التصالح والتراضي الخ.. وهو أسلوب معروف ومعمول به لدى قضاة السلف وأشير في هذا المقام إلى ما قرأته في كتاب أشهر العزاوي والألقاب لمؤلفه الأخ عبد الله بن زايد الطويان أن طيب الذكر الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رئيس محاكم القصيم سابقاً لم يتخاصم أحد عنده إلا انتهت دعواه بالرضا لأنه كان يحرص على إنهاء الدعوى بالصلح ويتعب نفسه في ذلك من أجل رضا الطرفين وكثيراً ما يوفقه الله لحل المشاكل المعقدة برضا أطرافها لذا عرف بـ(مرضي) انتهى..
فرحم الله الشيخ الخريصي رحمة واسعة وعم بهذه الرحمة أمثاله من السلف الذين عرفوا بالسماحة والتواضع والرفق بالخصوم ووفق من سار على نهجهم من شيوخنا الفضلاء الذين يتعبون أنفسهم كما الشيخ الخريصي وأمثاله في الإصلاح بين الخصوم بما يحقق الكثير من المصالح والمنافع التي لا تتحقق بغير ذلك ومنها:
- انتهاء الشحناء والخلاف بين المتخاصمين بدلاً من استمرار هذه الشحناء والخلاف في حال الحكم لأحد لهما بما لا يرضي الآخر.
- المصالحة بين الخصوم يؤسس لعلاقات اجتماعية يسودها الإخاء والمحبة.
- شعور الخصوم بأن القاضي صديق للجميع يحترم مشاعرهم فلا ينهر أحداً ولا يزجره ويحرص على أن لا يتضرر أحد بحكمه من خلال ما يبذله من الجهد للمصالحة بينهم ما يؤسس لعلاقات أكثر ودية بين المحكمة وأفراد المجتمع.
- الصلح بين الخصوم يعجل في إنهاء القضايا ويخفف العبء على المحاكم وعلى دواء الاستئناف ويمكنهم من نظر القضايا المرفوعة لهم بقدر أفضل من الدقة والسرعة.
- الصلح في القضايا ينهي التذمر من عواقب الشكوى الكيدية.
- القاضي الذي يجتهد ويوفق للمصالحة بين الخصوم له إن شاء الله أجران وحري به أن يكون بعد توفيق الله في عداد القاضي لا القاضيان الوارد ذكرهم في الحديث الذي رواه الترمذي.
وأخيراً هناك في محيط المحاكم ما يعرف بالشكوى والدعوى الكيدية التي تعرض من تعتبر شكواه أو دعواه بأنها كيدية للجلد ما جعل البعض يحجمون عن المطالبة بحقوقهم تخوفاً من أن تعتبر شكواهم بأنها كيدية في حال عجزهم عن إثبات ما يدعونه فيجتمع عليهم رد الدعوى والجلد 30 جلدة 10 منها أمام المحافظة و10 أمام المحكمة و10 أمام جهة العمل في حالة من حالات التشهير غير المألوفة فحبذا لو يقتصر ذلك على أصحاب السوابق الذين يشغلون المحاكم بكثرة شكواهم التي يمكن تصنيفها بالكيدية.
- محمد الحزاب الغفيلي