يتبنى البعض ببلادة جبهة التصدي والصمود والدفاع عن الأستاذ أحمد عيد لا لشيء مقنع ومنطقي وإنما للحسابات القديمة على طريقتهم الديكتاتورية (إن لم تكن معي فأنت ضدي), يرددون أنه الرئيس المنتخب ولهذا السبب يرون أنه لا يجوز انتقاده وإيضاح أخطائه وحتى أخطاء الاتحاد واللجان, متناسين أن حيوية وحرية وديمقراطية الانتخابات تتعارض مع توجهاتهم ومطالبهم التعسفية وآرائهم المنغلقة..
قمعهم داخل أنديتهم وجهلهم بمعنى وقيمة الانتخابات جعلهم يعتقدون أن كل من يتجه لاتحاد الكرة ويطالب بحق أو ينتقد قراراً ما أو يدلي برأي يخالف قناعاتهم هو بالتأكيد في نظر الأوصياء الجدد عدو لدود ومغرض بل وخائن والعياذ بالله, والغريب والمضحك أن تأتي هذه المواقف من إعلاميين يفترض ألا يصادروا على غيرهم آرائهم ووجهات نظرهم, أو على الأقل لا يكونوا متحمسين للاتحاد أكثر من رئيس وأعضاء الاتحاد أنفسهم.
لهؤلاء نقول: لن نذكركم بماضيكم وماذا قلتم وكيف شككتم وعلى من تطاولتم باتهاماتكم وشتائمكم؟ لن نزعج أنفسنا باسترجاع حروبكم ضد الأخضر ونجومه في عز مشاركاته الوطنية وفي أوج إنجازاته الخليجية والعربية والقارية والعالمية, إياكم والمزايدة على حب ومصلحة وطن كنا وما زلنا نعرف ونتشرف ونفخر بالانتماء له ووجوب التفاني من أجله قولا وعملا, لا تنقلوا عجزكم وفشلكم وتخبطكم الإعلامي في أنديتكم إلى اتحاد كرة لكل الوطن ويمثل ألوان وطموحات وتطلعات وآمال وأحلام 153 نادياً لها حقوق وعليها واجبات مثل ما لكم وما عليكم..
نصحتك ولكن..!
جاء سيناريو ترشيح الدكتور حافظ المدلج لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وما تخلله من أخطاء وثغرات ومواقف سلبية من جهات عديدة وفي مقدمتها الرئاسة العامة واتحاد الكرة ليكشف لنا من جديد حجم الفوضى والعشوائية في أسلوب تنفيذ أفكارنا وإدارة برامجنا ومشاريعنا, وقبل ذلك في استقراء وفهم مجريات الأمور والأجواء والوقائع في الوقت المناسب وفي بداية التخطيط لها..
..المستجدات الأخيرة في ملف ترشح الدكتور حافظ أكدت تماما ما سبق أن كتبته وحذرت منه في بداية فكرة ترشحه وتحديدا في الحادي عشر من فبراير الماضي تحت عنوان (لا تغامر يا دكتور), وذكرت وقتها ما نصه:
(الدكتور حافظ لا يمثل نفسه في هذا الترشح, لذلك فإن أية نتيجة سواء فاز أو خسر لا تنعكس هي الأخرى عليه وحده وإنما تشمل الوطن بأكمله, وهذا يستدعي أن يدرك ويدرس الدكتور مسبقا ضمانات وظروف ومخاطر وحسابات وأيضا متطلبات هذا الملف, خصوصا أن فرصة فوزه بمنصب نائب الرئيس أكبر وأسهل من الرئيس, كما أشير هنا إلى أنه لا مجال للمغامرة في منافسة شرسة أطرافها قيادات رياضية معروفة ومتمرسة ومدعومة من دولها وتعرف جيدا دهاليز وتفاصيل وأسرار ما يجري داخل أروقة الاتحاد وما يدور ويحاك خارجه, أعود وأقول نحن معك يا دكتور ويجب أن نكون جميعا معك رسميا وشعبيا وإعلاميا, لكنني في نفس الوقت غير مقتنع بدوافع وأهداف هذا الترشح, وبالتالي أتمنى ألا يغامر ويتسرع بترشحه لمنصب الرئيس والتركيز على ماسبق وإن خطط له وهو أن يكون أولا نائبا للرئيس, أتمنى ذلك وبعدها لكل حادث حديث)..
الظروف الإدارية والتنظيمية والمالية والإعلامية الرسمية والشعبية لهكذا ملف صعب وشاق, إما أن الجهة المرشحة لم تأخذ الأمر على محمل الجد وبالتالي لم تكلف نفسها عناء العمل بإتقان والدعم بسخاء وبمقدار ما تتطلبه أو أنها غير ملمة ولا تعرف كيف تتعامل معه, وفي الحالتين الضحية هو المدلج والمتضرر هو الوطن, كما أنه إخفاق يسجل ضدنا لا يختلف عن الإخفاقات الرياضية الأخرى المتتالية, والتي تدل على أننا ما زلنا نرتكب الأخطاء المدمرة دون أن نعترف بها ونستوعب أسبابها ونستفيد من دروسها, كما يفعل غيرنا الذي سبقنا وتقدم علينا بخطوات يصعب علينا مجاراته واللحاق به في ظل ما نحن عليه الآن.
عذرا دكتور, صحيح خذلوك بل وحاربوك, تركوك وحدك تصارع منافسين أقوياء يفخرون ويتباهون ويتألقون بثقة ودعم واهتمام بلدانهم رسميا وإعلاميا وشعبيا, لكنك في نفس الوقت تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية حينما غامرت دون أن تفهم الواقع وتقرأ المستقبل جيدا..
حتى لا يكون البقاء للأسوأ
ها هي المواقف والأحداث تؤكد يوماً بعد آخر أن وسطنا الرياضي لم يتوقف فقط عند مسألة تلويث سمعته وتشويه صورته عبر ممارسات إعلامية فجة قلبت بيئته وأجواءه إلى حلبة ملاسنات وصراعات سخيفة, وإنما تطور إلى ما هو أسوأ فصار وسطا طارداً للأنقياء والمتميزين والمبدعين, مقابل جذبه واهتمامه واحتفائه بالمرجفين والغوغائيين, الأمر الذي ينبئ للأسف الشديد عن مستقبل مظلم ومخرجات سيئة ونتائج أكثر سوءاً, طالما أن صناعة الرأي وإدارة همومها وشؤونها ورسم خططها ستكون بيد من يتجاوبون مع ضغوط وأهواء المتلاعبين فيسهل اختراقهم وكسر هيبتهم والتدخل في قراراتهم..
حينما يضطر على سبيل المثال أمين عام اللجنة السعودية لمكافحة المنشطات بدر السعيد لتقديم استقالته لأنه لم يجد من مرجعيته الرسمية أية حماية أو حفظ لحقوقه تجاه حملات شتمه وإهانته والتشكيك بذمته ونزاهته لأسباب لا تتعلق بمستوى وطريقة أدائه وإنما لأهداف شخصية فهذا يعني أننا أمام قضية خطيرة عواقبها وخيمة على الرياضة السعودية, وهي ممارسات الضغط نفسها التي أربكت فيما مضى عمل الكثير من الجهات واللجان والاتحادات, وخسرنا بسببها كوادر مهمة وناجحة كما حدث مؤخراً مع السعيد الذي يحظى بثقة وعضوية اللجنة الدولية بينما يواجه الإقصاء والظلم هنا في بلده!
من المعيب أن يكون الضجيج الإعلامي من أشخاص غير موثوق بآرائهم ولا يملكون أي خبرة أو دراية ولا تهمهم المصلحة العامة هو من يتحكم ويحرك رياضتنا ويقرر مصيرها وهو من يحدد ويمنح شهادة نجاح هذا وفشل ذاك:
· الفوز المقنع والثمين للأخضر على إندونيسيا وصدارته لمجموعته مؤشر مفرح وإيجابي على أن الأخضر بقيادة لوبيز في الاتجاه الصحيح.
·نجاحات سلمان القريني مع المنتخب رد قوي على من هاجموه وقللوا من شأنه أيام إدارته لفريق النصر.. ودليل على أن هذه الفئة هي سبب معاناة وأزمات النصر.
· برز النجم يوسف السالم وأصبح الرقم الصعب في هجوم الأخضر لأسباب أرى أنها نفسية ومعنوية بعد انتقاله للهلال فبدأت محاربته بنفس الطريقة إياها مع ياسر وقبله سامي.
· الهلال الذي عانى كثيراً من قرارات وعقوبات وإيقافات الاتحادات السابقة ولجانها المختلفة والأمانة العامة وبالذات أيام فيصل عبدالهادي مقابل التسهيلات وغض الطرف لأندية بعينها, سيكون أكثر المستفيدين من نجاحات وانضباطية وعدالة الاتحاد الجديد فيما لو تحققت..
abajlan@hotmail.com