|
تحتفي الأوساط الطبية في 24 مارس من كل عام باليوم العالمي للدرن وذلك في خطوة عملية تهدف لرفع مستوى الوعي والثقافة الصحية لدى كافة أفراد المجتمع في الوقت الذي تشير الإحصائيات إلى حدوث إصابة جديدة في كل لحظة بالعدوى الناجمة عن عصيات السل، حيث يحمل ثلث سكان العالم حالياً العدوى الناجمة عن العصيات، وتظهر الأعراض المرضية على 5% إلى 10% من المصابين.
نسب نجاح
علاج الدرن عالية
كما توضح الدراسات العالمية أن ثمانين بالمائة من مرضى السل أو الدرن أعمارهم من (15 - 49)، وخمسين في المائة منهم يلقون حتفهم خلال 5 سنوات إذا تركوا بغير علاج، والسل يقتل ما بين 2 - 3 مليون شخص سنوياً وهو ما لا يزال يتجاوز ضحايا الإيدز والملاريا وأمراض المناطق الحارة مجتمعة كذلك فهو ذو خطورة عالية على السيدات ومع كل تلك الإشارات إلا أن نسبة نجاح علاج الدرن تبلغ 95%.
يصيب الرئتين أكثر
السل هو مرض معدٍ يصيب الرئتين في المقام الأول، وتنتشر البكتيريا المسببة له عن طريق السعال والعطس، ولا تقتصر الإصابة به في الإنسان على الرئتين ولكنه قد يصيب أعضاء الجسم الأخرى كالمفاصل والغدد الليمفاوية والأمعاء والجلد والسحايا والجهاز التناسلي للذكر والأنثى على حد سواء كما أن الإصابة به لاتقتصر على عمر محدد بل يصيب جميع الأعمار ولكن تشتد خطورته على الأطفال دون الخامسة والبالغين من 15 إلى 25 سنة.
أعراض عامة
تتمثل أعراض الدرن في نقصان الوزن وفقدان الشهية وارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي بالإضافة إلى الضعف العام وعسر الهضم المستمر والتعب عند بذل أقل مجهود مع آلام متفرقة بالجسم.
الدرن الرئوي
أما أعراض الدرن الرئوي فبالإضافة للأعراض العامة يكون هناك السعال الذي يبدأ جافاً ثم يصير مصحوباً ببلغم مخاطي ثم صديدي، وهناك أيضا آلام الصدر وصعوبة التنفس واللهاث عند القيام بأقل مجهود مع الإصابات المتكررة بالنزلات البردية والتهابات الرئة.
علامات الدرن غير الرئوي
فيما تختلف أعراض الدرن غير الرئوي وفقاً للعضو المصاب فعلى سبيل المثال سل العقد الليمفاوية يصحبه تضخم في العقد المصابة وسل السحايا يكون مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة والصداع والقيء وتصلب عضلات العنق وسل الكلية تصحبه أعراض بولية مثل وجود الصديد في البول وسل العظام يكون مصحوبا بآلام العظام أو انتفاخات مفصلية.
التشخيص
وفي العادة يلجأ الأطباء لتشخيص الدرن من خلال التاريخ المرضي والفحص السريري مع ملاحظة أعراض وعلامات المرض، بالإضافة إلى الفحص المجهري للبلغم ثلاث مرات على الأقل فإذا كان يحتوي على عصيات الدرن فإن هذا يعني أن صاحب البلغم مريض وناقل للعدوى ويسمى إيجابي اللطخة، وإذا لم يسفر الفحص السابق عن نتيجة حاسمة فيمكن عمل مزرعة للبلغم أو أشعة على الصدر للتحقق من وجود تجاويف صغيرة أو سائل أو ظلال في الرئتين ربما يستدل على وجود الدرن. وفي حالة الدرن غير الرئوي (خارج الرئة) يتم أخذ عينة من العضو المصاب العقدة الليمفاوية مثلاً وفحصها باثولوجيا.
العلاج يحتاج لفترة طويلة
من المعروف أن مرض الدرن يحتاج للعلاج الطبي لفترة طويلة، بالمقارنة بالأمراض الأخرى، ومن المعروف كذلك أن هذه الفترة تصل إلى ستة أشهر في أغلب الحالات ومن المعروف أنه بعد ثلاثة أسابيع من البدء بالعلاج يصبح المرض غير معد إلا في حالات قليلة جداً إذا كان البكتريا لديها مناعة ضد العلاج، وتتوقف مدة العلاج ونوعيته حسب حالة المريض، وهذا ما يقرره الطبيب المعالج لكل حالة حسب ظروف مرضها وتصل نسبة نجاح العلاج لأكثر من 95% من الحالات.
أ.د. سليمان الماجد - استشاري الأمراض الصدرية - الحاصل على البورد الأمريكي والزمالة الكندية - مجموعة د.سليمان الحبيب الطبية