لست ممن يتابع بعض الأسماء في الساحة الشعبية وتحديداً في بعض وسائل التواصل الاجتماعية - لأسبابي - التي قد يكون منها انطباع الجميع عن تجاوزاتهم الموثقة وتفاهات ما كان لها أن تكون، لهذا أصرف النظر مسبقاً عن كل ما يخص شأنهم بتحفظ منطقي أزعم أنه محله وكما يقول الاخوة اللبنانيين: (اللي بِيجرِّب المجرّب عقله مخرَّب).. ولكن شاءت الصدف - اللا سعيدة - أن ألتقي بأحد هؤلاء وكان تصوير الحالة نقاش حاد بينه وبين أحد المنصفين من الإعلاميين في الساحة الشعبية يلومه على أحكامه التي يطلقها على عواهنها في وسائل التواصل الاجتماعي على الآخرين دون وازع من ضمير، مستنداً إلى تخرصات وانطباعات خاطئة تحسب عليه، مستغلاً ترفع البعض من حتى مجرد التقدم بشكوى رسمية ضده ناهيك عن الرد المباشر عليه، وأخذ هذا الإعلامي يقرّعه ويقسو عليه حتى ثاب إلى رشده واستدرك تجاوزات أخطائه التي لا تحصى.. كان ذلك بحضوري وقد باركت ما خلصا إليه بل بادرت بالاتصال بدوري ببعض الأسماء بعد أن أثبت من أساء إليهم حسن نيته وهذا ما يأمر به الدين الإسلامي والأخلاق السعودية التي نشأنا وتربينا عليها في مجتمعنا الفاضل.. وما أود الإشارة اليه أن أمثال من أشرت إليه وقعوا ضحيّة - ولا زال يقع بعضهم ضحية - بلغة التأثير والتأثر بحكم - محدودية ثقافتهم - ونقص خبرتهم في الحياة وبالتالي فإن - ما بني على باطل فهو باطل - قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم (12 سورة الحجرات).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» متفق عليه.
ولن آتي بجديد إذا ما تماديت في الحديث عن الحكمة التي لا تغيب عن فطنة كل عاقل لا تنقصه المروءة، والشهامة، والترفع عما يسيء للنفس في محاربة مثل هذه التصرفات وإن كان يغيب عن البعض أن - الضوء يكشف الظلام - يقول الشاعر البحتري:
تَوَقي الداءِ خيرٌ منْ تَصَدٍّ
لأَيْسَرِهِ وإِنْ قَرُبَ الطبيبُ
ولا أزكي على الله أحداً لأن (لكل امرئ أخطاؤه Everyman has his faults).
وقفة: للشيخ راكان بن حثلين رحمه الله:
الذم ما يهفي للأجواد ميزان
والمدح ما يرفع ردي المشاحي
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com