الكتابة توثيق للنطق أو القول أو الكلام والحديث يتم نقلها بواسطة رموز، أصبحت فيما بعد حروف، كوّنت كلمات أمكن تداولها، فإذا ما انطبعت بروح كاتبها؛ تعلّق بها قلب القارئ واستنار فكره وأضاء.
الكاتب المميز يأتي لنا بكتابة لا ننفك نكرر العودة إليها لأننا في كل مرة نقرأها نشعر كأننا نتعرف عليها من جديد، أو كأننا لأول مرة نقرأها، للاكتشافات الجديدة التي نعثر عليها مع كل قراءة.
كلما انفصل الكاتب عن الواقع كلما نز علينا مطر كلمات تأخذ من واقعنا وتنقلنا لمدائن اللاوعي وحقول الخيال المفعمة بروح الأمل وحب حياة ليس كالحياة الواقع.
الكتابة ذاكرة لا تستسلم للشيخوخة ولا تُسلّم رأسها لمقصلة الفتور وسيف الكسل وهي طوع بنان الكاتب المميز، يكتب إملاء روح المعاني وأنفاس الدلالات وشهقات التأويل وضحكاته.
الروح تقول وتملي وهي أيضاً تحفظ وتسترجع مثلها مثل الذاكرة ما دمنا ندربها على ذلك ونمرنها على عدم الكسل وترك التراخي ومقاطعة الفتور.
الكتابة ابتكار والكاتب المميز مبتكر لا مقلد وغير مستنسخ لكتابات غيره من الكتّاب.
يكتب ما قالته له روحه وما ترويه الحياة بناء على انفعالات يعيشها وأحاسيس تتلبسه وخبرات وقدرات وإمكانات لا تشبه غيرها ولا تتشابه.
تكرار العودة إلى الكتاب أو إلى النص المكتوب أو إلى الكاتب مؤشر رضا من القارئ وقناعة واقتناع بأن لدى الكتاب والنص والكاتب ما يستحق معاودة الزيارة وتعدد مرات القراءة تلك التي لا يحسمها عدد ولا يقيدها فهم واحد وإضاءة أحادية.
من الكتابة يعترينا المرض ويتلبسنا السقم والحمى، وبالكتابة نشفى ونتطبب ونجتاز الحمى، أو هي تأخذنا إلى البرد والسلام.
يكتب الكاتب ليعالج نفسه، كما وإنه يكتب ليعالجك، ليعالج مجتمعه بنصوص من وحي الروح.
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443Twitter: @HudALMoajil