افتُتحت القمة العربية الـ24 في العاصمة القطرية الدوحة، وسعدت الجماهير العربية وهي تشاهد الشيخ معاذ الخطيب يتبوأ مقعد سوريا في اجتماع القمة وحوله عدد من القادة السوريين، من بينهم السيد غسان هيتو رئيس الحكومة المؤقتة الذي انتخبه الائتلاف الوطني السوري. وإضافة إلى رئيس الحكومة حضر قادة الثورة السورية الذين يمثلون تنوعاً من الأطياف السياسية والعرقية والمذهبية كافة، فإضافة إلى جورج صبرا كانت هنالك سيدة سورية وممثلون من جميع الأطياف التي عُرف بها المجتمع السوري.
ولقد كانت كلمة سوريا التي ألقاها الشيخ معاذ الخطيب متوازنة ومتوافقة مع تطلعات السوريين، بل مع جميع الشعوب العربية، وكشفت عن المعدن الطيب الذي يمثله الخطيب الذي عرض حاجيات الثوار السوريين والشعب السوري عموماً، وأظهر استعداداً طيباً للتعامل مع الجهود السياسية دون التنازل عن المطالب الأساسية للثوار السوريين، الذين ثاروا بعد أن تعرضوا لانتهاكات طالت النساء والأطفال والشيوخ.
وندَّد الشيخ الخطيب بالتلكؤ الذي يمارسه المجتمع الدولي لإنقاذ الشعب السوري من براثن نظام قمعي، لا يزال يواجه شعبه بالقتل والتدمير.
والواقع أن احتلال معاذ الخطيب وصحبه مقعد سوريا في القمة العربية الـ24 أثلج صدور جميع السوريين ومحبي سوريا من العرب وغير العرب؛ فقد كان التمثيل متوازناً، وضم الوفد السوري تنوعات المجتمع السوري كافة؛ إذ كان هناك - إضافة إلى المرأة السورية - أعضاء من الإخوة المسيحيين والأكراد والدروز وحتى العلويين؛ ما يدحض ادعاءات نظام بشار الأسد بأن ما تشهده سوريا هو تحارب طائفي، في حين تؤكِّد أحداث الثورة السورية وما جسده الوفد السوري في القمة العربية بالدوحة أن الشعب السوري بكل طوائفه يرفض نظام بشار الأسد، وأنه ثائر ضده، ويتمترس خلف الثوار السوريين الذين يحتاجون إلى تكثيف الدعم المعنوي والسياسي وحتى العسكري، ولاسيما أن البشائر بدأت تتكاثف، وأن الحسم قريب.. وقريب جداً إن شاء الله.
jaser@al-jazirah.com.sa