الدمام - فايز المزروعي:

دعا الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي البحريني المشترك إلى حظر مرور الشاحنات عبر جسر الملك فهد مبرراً ذلك للتكدس المستمر والحوادث المرورية جراء هذه الشاحنات، وقال رئيس الجانب السعودي في المجلس المشترك خليفة الدوسري لـ «الجزيرة» إن جميع الحلول التي وضعت لحل مشكلة تكدس الشاحنات لم تعد ذات جدوى، حيث يتم طرح هذه المشكلة واقتراح الحلول لها ومحاولة معالجتها، إلا أنه في نهاية المطاف تعود المشكلة مجدداً في ظل المطالبة المستمرة من رجال الأعمال وقطاعاتهم بوضع حل جذري ونهائي لهذه المشكلة القديمة العهد، التي تسببت في إزهاق العديد من الأرواح على جسر الملك فهد، كان آخرها مصرع مواطن السبت الماضي جراء اصطدامه بشاحنة كانت تقف قبل المسار الدبلوماسي الخاص بالجانب البحريني.

وأكد الدوسري أن الحل الأمثل لهذه المشكلة يتمثل في إلغاء النقل باستخدام الشاحنات الكبيرة عن طريق الجسر لخطورتها، وإبقاء الشحن عن طريق الناقلات الصغيرة، وتحويل جميع عمليات الشحن الكبيرة عن طريق الموانئ من خلال ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام وميناء الأمير خليفة بن سلمان في المنامة، مع العمل على دراسة إنشاء أرصفة خارج الموانئ للتحميل والنقل كما هو معمول به في بعض دول المجلس، مع العلم أن الشحن عن طريق البحر يعتبر أوفر بمراحل على المستفيد مقارنة بتكلفة النقل باستخدام الشاحنات الكبيرة.

وقال الدوسري: تم سابقا المطالبة بتمديد فترات عمل الجمارك إلى 24 ساعة مع تجهيز جزيرة خاصة بالشاحنات لحل العرقلة المرورية، وتوفير كافة الخدمات التي تخص السائقين كالمسجد، ودورات المياه، والمطاعم، بالإضافة إلى اقتراح استحداث قسم بري في ميناء الأمير خليفة بن سلمان يتم من خلاله تخليص الشاحنات بحيث لا تتوقف للتخليص الجمركي في جسر الملك فهد، إضافة إلى مقترح استخدام البوابات الإلكترونية لإنهاء الإجراءات التي ستساعد بدورها على سرعة إنهاء الإجراءات الجمركية، ولكن بقيت هذه الحلول رهن الدراسات ومع ازدياد حركة النقل نجد أنها تبقى غير مجدية.

وأكد رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال أن المسؤولين في كلا الجانبين السعودي والبحريني بذلوا جهودا كبيرة في حل هذه المشكلة، وشددوا على أهمية معالجتها بشكل دائم للحفاظ على انسيابية الحركة على الجسر باعتباره أحد المنافذ الحيوية للاستيراد والتصدير، مؤكدين على رغبة جميع الجهات ذات العلاقة على حل هذه المشكلة بأسلوب إيجابي يخدم المصلحة العامة والسلامة والأمن على الجسر وفي جميع المواقع، ولكن الأجدى لهذه المشكلة ان يتم النقل عن طريق البحر بدلا من الجسر مع إبقاء النقل للشاحنات الصغيرة، وذلك لكون أرواح الناس أثمن من أي بضائع. وكانت «الجزيرة» قد التقت في وقت سابق بعض سائقي الشاحنات الذين أبدوا تذمرا كبيرا من هذه المشكلة، والمعاناة التي يواجهونها بدءاً من الجهات المرورية في البلدين حتى إنهاء الإجراءات في الجسر، مؤكدين عدم وجود مساحات كافية لركن الشاحنات، بالإضافة إلى أنه في كثير من الأحيان يتم تحريك الشاحنات على فترات معينة ومتقاربة لوقوفهم في طوابير طويلة على الجسر، لذلك لا يستطيعون تركها وقضاء الاحتياجات الخاصة بهم.