أشرت في المقال السابق إلى نيَّة بعض الجهات هدم مدرسة ابن العباس الابتدائية بالدلم التي يعود بناؤها إلى عام 1377-1957م بنيت زمن الملك سعود - يرحمه الله- على الطراز الجديد في ذلك الوقت من الخرسانة الإسمنتية وسط غابة من بيوت الطين ومزارع النخيل وهذا الطراز بداية المعمار الحديث في السعودية الذي ينسب للملك سعود الذي عمل على تحديث الدولة إدارياً وعمرانياً، كان طرازاً منقولاً من دول أوروبا ودول حوض الأبيض المتوسط ويمكن تسميته محلياً بطراز الملك سعود, من حيث التخطيط ومواد البناء والعناصر والوحدات المعمارية ويصنف إلى أربعة أنماط هي:
أولاً: نمط المدارس والكليات وتعتبر بعض المدارس الحالية امتداداً له، التي تأخذ الشكل الطولي والدورين والأروقه السفلية.
ثانياً: المساكن البيوت ذات الشبابيك الخشبية والشرفة المطلة المفتوحة بنظام مباني حوض البحر الأبيض المتوسط ومن نماذجها الباقية (فلل) الضباط بالملز.
ثالثاً: القصور التي تقوم وحداتها وعناصرها على الأعمدة المكسية بالحجارة والتيجان وهي قريبة من أنماط القصور في مصر وتركيا ومن نماذجها قصور الناصرية والمعذر والمربع وقصر الملك سعود في الخرج.
رابعاً: مباني الوزارات الضخمة وهي مستطيلة وذات الواجهات العريضة تأخذ زواياها الشكل الاسطواني ومن أمثلتها القائمة وزارات: التربية والتعليم، الصحة، الزراعة، والداخلية القديمة، ومن الفنادق فندق الزهرة واليمامة وجميعها على ضفتي طريق الملك عبدالعزيز بالرياض - المطار القديم.
وأنا هنا أوردها على عجالة ويمكن للباحثين في الهندسة والعمارة والتخطيط والتراث العمراني والتصميم الداخلي إضافة المزيد من التصنيف والمعلومات..
تراث الملك سعود المعماري الذي أتمه الملك فيصل - يرحمهما الله- يتعرض الآن إلى الإهمال والهدم والإزالة ومحو هذا التاريخ الذي أصبح جزءاً من تراثنا وتنوّع الاستيطان الذي عاشه الإنسان السعودي، ويمثِّل مرحلة انتقالية من الطراز المعماري الذي كان سائداً زمن الملك عبدالعزيز - يرحمه الله- والذي يعرف بطراز الحجر والطين، والمرحلة الثالثة الطراز الحديث الذي بدأ مع الملك خالد - يرحمه الله- وصندوق التنمية العقاري الذي أخذ الطراز الأوروبي ومسحة من الشرق الآسيوي، قبل أن يطور إلى الطراز الحاضر: المباني الزجاجية والأبراج العالية.
الطراز المعماري الذي قفز به وببلادنا الملك سعود لتحديث الإدارة والمدن وتطوير البلاد يحتاج من الجهات المعنية وخاصة هيئة السياحة وجمعية التراث العمراني والبلديات أن تحافظ عليه لأنه جزءٌ من هويتنا وتاريخنا وذاكرتنا الجماعية.