في مواقع التواصل الاجتماعي، هناك ظاهرة بارزة هي تسفيه الرأي الآخر. ولأننا قد اعتدنا عليها في مجالسنا وصحفنا ومنتدياتنا الإلكترونية، فنحن لم نستغربها في موقع مثل تويتر. وهي ليست حكراً علينا نحن السعوديين، بل منتشرة في كل تويترات العالم العربي، من المحيط للخليج. ثقافة احترام الرأي الآخر شبه معدومة. الآخر هو عدو، وعلي أن أغتاله لكي يبقى رأيي منفرداً في الساحة.
ليس فينا من يدرب نفسه على التعاطي مع الانتقاد على أساس أنه حق من حقوق الآخرين، وأن من المفترض أن يُفسح له المجال لكي يطلع عليه الجميع، طالما أن ثمة مساحة مشابهة للرد. لماذا الاستحواذ والانفعال والتوتر؟! وجودي لا معنى له، إن لم يكن هناك من لا يتفق معي. من يتفقون معي، هم استمرار لنفس طرحي، الأهم هم من يختلفون معي، فلماذا إذاً أصفيهم وأفنيهم من الوجود؟! ألكي أبقى وحدي، يصفق لي الجميع؟! كم هو مؤلم ومزعج صوت التصفيق. إنه ضجيج لا يليق بمن يتعذب من أجل فكرة خلاقة، تخدم الناس.
وبالإضافة إلى الإحباط الذي نعيشه بسبب فضائح الشهادات الوهمية، صارت هناك فضائح اللغة المخجلة من بعض الحاملين لشهادات الدكتوراه. لغة لا تليق بمن اجتاز كل هذه المراحل الدراسية، وحصل على مؤهل علمي، يجعله قادراً على ضبط الفكرة التي ينتجها وضبط الحوار حولها، مع من لا يتفق معها.