|
صدر مؤخراً عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية معجمٌ ببليوجرافي بعنوان: (من أعلام الفكر العلمي في الحضارة الإسلامية) للباحث الدكتور أمين سليمان سيدو، حيث يقع هذا المعجم في سبعمائة وعشرين صفحة.
فقد كان لأعلام الفكر الإسلامي دورٌ كبير ومميز في تطور العلم، ونشر المعرفة في شتى بقاع الأرض، سارتون الذي قال: «لو لا إنجازات علماء المسلمين العلمية لاضطر علماء النهضة الأوروبية إلى أن يبدأوا من الصفر، ولتأخر سير المدنية عدة قرون».. ولم تقتصر اهتماماتهم العلمية بعلوم الدين الإسلامي فحسب، وإنما اهتموا إلى جانب ذلك، بالعلوم العقلية والنقلية، مثل: الفلسفة، والطب، والفلك، والمنطق، والرياضيات، والفيزياء، والهندسة، وعلم اللغة، والأدب، والتاريخ... إلخ.
وقد تمحور هذا المعجم حول سبعة عشر علَماً، من هؤلاء الأعلام المشهورين، وهم:
- ابن البيطار المالقي: وكان أشهر من كتب في مفردات الأدوية والأغذية في القرون الوسطى، قيل عنه: «إنه إمام النباتيين، وعلماء الأعشاب».
- ابن حزم الأندلسي: وكان عالماً موسوعياً كبيراً، وذا أفق واسع رحيب.
- ابن النفيس الدمشقي: وكان من عباقرة أطباء التشريح، وهو مكتشف الدورة الدموية الصغرى (الدورة الرئوية) التي كانت مجهولة قبله.
- أبو بكر الرازي: وكان من أعظم أطباء القرون الوسطى، اشتهر بعلم الطب والكيمياء.
- أبوبكر بن طفيل: صاحب رسالة «حي بن يقظان»، فقد كان فيلسوفاً، وطبيباً عبقرياً.
- أبو حيان التوحيدي: وكان متقناً في جميع العلوم، فهو فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة كما نعته ياقوت.
- أبو الريحان البيروني: وكان عالِماً موسوعياً أصيلاً، مبتكراً في أبحاثه، سبق عصره في عدة مسائل علمية، وفاقَ علماء عصره، بل كان أبرزهم.
- أبو عثمان الجاحظ: وكان بارعاً قد أتقن علوماً كثيرة، وصنّف كتباً جمّة، وأحكم فنون الأدب والأخبار واللغة والكلام والحكمة.
- أبو علي بن سينا: وكان من أشهر فلاسفة الشرق وأطبائه، وشيخاً للأطباء.
- أبو محمد الخوارزمي، وكان من أشهر علماء القرن التاسع عشر للميلاد، برز في الفلك والرياضيات، وأول من ألّف باللغة العربية في علم الجبر، ومبتكر حساب اللوغريتمات.
- أبو نصر الفارابي: وكان فيلسوفاً إنسانياً بارزاً، ومفكراً علمياً متعمقاً، عدّه ابن خلكان «من أكبر فلاسفة المسلمين على الإطلاق».
- أبو الوليد بن رشد: وكان الشارح الأكبر لأرسطو.
- جابر بن حيان: وهو أول من وضع لعلم الكيمياء قواعد علمية تقترن باسمه في تاريخ الدنيا.
- الحسن بن الهيثم: وكان أشهر علماء القرن الحادي عشر للميلاد، لم يُماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، قيل: إنه أكبر مكتشف في علم المناظر منذ عهد بطليموس.
- حنين بن إسحاق: وهو أول من ترجم من اللغة اليونانية، ونقلها إلى اللغة العربية والسريانية، حتى عد شيخ المترجمين، وكان حجة عصره في الترجمة.
- عبد الرحمن بن خلدون: وكان أحد نوابغ العالم، حكيم المؤرخين، وعلم المحققين.
- يعقوب بن إسحاق الكندي: وكان عالماً بالطب والفلسفة وعلم الحساب والمنطق، وتأليف اللحون، والهندسة، وطبائع الأعداد، وعلم النجوم.
وظلت سيرة هؤلاء العلماء وآثارهم العلمية مدار اهتمام الباحثين والدارسين على مر التاريخ، وكُتب عنهم وعن آثارهم مئات الدراسات، وتنوعت مصادر المعلومات اللغوية والوعائية والزمانية والمكانية عنهم، بلغات متعددة، وأنماط أوعية معلومات مختلفة، وزمان طباعة، ومكان نشر مختلف أيضاً.
تتحدد مشكلة البحث في الوقوف على أهم العوامل الكمية النوعية لمؤلفات هؤلاء الأعلام، والدراسات التي تناولت حياتهم العلمية ومصنفاتهم الفكرية سواء من الدارسين العرب، أو من المستشرقين، وغيرهم، وترصد الملامح الموضوعية لاتجاهات التأليف عند هؤلاء الأعلام، من خلال آثارهم المطبوعة والمخطوطة.