اطلعت على المقال الذي كتبه الدكتور عبد الرحمن بن محمد السلطان بعنوان: (أمننا الغذائي ليس بالاستثمار الزراعي الخارجي) نشرته جريدة الجزيرة بالعدد رقم 14789 في 14-5-1434هـ الموافق 26-3-2013م، وملخص الموضوع يدور حول أن أفضل وسيلة لتحقيق أمننا الغذائي ليس في دعم الاستثمار الزراعي خارجياً وإنما بحل المشكلة الحقيقية التي نواجهها وهي عجز مستويات الدخل العائلي عن مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة.
ومن وجهة نظري أن الاستثمار الزراعي خارجياً محفوف بالمخاطر، وأتفق مع الكاتب في هذا الرأي، ومن الأفضل لنا لتحقيق الأمن الغذائي للمواطن السعودي بالمملكة العربية السعودية في دعم الشركات الزراعية المساهمة لدينا وتوسيع مجالات أعمالها، بحيث تشمل تربية الإبل وتربية الأغنام وتربية الدواجن بالإضافة إلى نشاطاتها الزراعية القائمة الآن، كما أنني أرى أنه من المفيد العودة إلى زراعة القمح وتشجيع المزارعين لزراعته خلافاً للرأي السائد الآن، لأنني لا أخشى نضوب المياه الجوفية حتى لو توقعت الدراسات الجيولوجية ذلك، استناداً إلى الحديث الشريف الذي ينص على أن لا تقوم الساعة حتى تكون جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً، وهذا نص الحديث: (لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) رواه الإمام مسلم في صحيحه حديث رقم 1681.
وأنا لا أظن مسلماً على وجه الأرض يكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ولماذا الخوف من نضوب المياه الجوفية؟!
ولاشك أن الله سبحانه وتعالى خلق وتكفّل برزقهم قال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } هود 6.
وقد تكون الدراسات التي تشير إلى نضوب المياه في جزيرة العرب أوهاماً من أصحاب هذه الدراسة، وقد تكون لها أهداف غير معلنة، وخلاصة القول في موضوعي: أرجو تشجيع الزراعة المحلية والعودة إلى زراعة القمح كما كان في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وطرح الخوف من نضوب المياه، لأن الاستثمار الزراعي في الخارج قد يعود على الوطن بخسارة لا تعوض والاستثمار الداخلي أكثر أمناً وأقل خسارة ولا أظن صحراء المملكة العربية السعودية مجدبة من الاستثمار الزراعي، بل كل هذه الصحاري فيها مجالاً واسعاً لاستثمارها زراعياً، ونحن نعلم قلة الثروة الحيوانية لدينا وأنها في تناقص مستمر، فإذا أُنشئت شركات كبيرة لتربية الماشية وتنميتها فسنكون من أقل الدول استيراداً للماشية في المستقبل القريب، ومن الواجب على المسؤولين الاهتمام بما ذكرته آنفاً وطرح الخوف من نضوب المياه.
سالم بن عبد الله الخمعلي - المدينة المنورة