نشرت (الجزيرة) في الأسبوع قبل الماضي -وكعادتها - في نقل معاناة وآهات وصوت نجوم الماضي الجميل الذين يعانون مرارة العيش، وقسوة المرض،.. حالة نجم فريق الرياض الدولي -سابقا- الخلوق (فهد الحمدان) بعد إصابته بفشل كلوي مزمن, وأصبح بالتالي ملازماً لجهاز الغسل الدموي الصناعي وينتظر من يقرر مصيره..!! خاصة بعد انتقال الفشل الوظيفي للكلى وتأثيره على إنزيمات الكبد ووظائفها، وما زال طريح السرير الأبيض في ظل تأزم حالته- شفاه الله - وبات يحتاج إلى زراعة كلية عاجلة تعيد له توازنه الصحي والنفسي والوجداني والاجتماعي.
- معاناة المهاجم الشهير.. هي امتداد لحالة نجم هلال الثمانينيات الهجرية الكبير وأول قائد للمنتخب رسمياً (سلطان مناحي) -شفاه الله- الذي تكالبت عليه الأوضاع الصحية, فقبل عامين أصيب بفشل كلوي مزمن ألزمه فراش المرض عدة أسابيع بالمستشفى.. قبل أن يخضع لعملية غسل كلوي وتنقية الدم (صناعياً) من الشوائب والتخلص من المواد الضارة بالجسم.. ومن ساعتها.. وبوصلة معاناته وآهاته تتجه إلى المستشفى كل يومين أو ثلاثة لعمل الغسل الدموي على مطية (الصبر), متحملاً أوجاع المرض، ومتاعبه النفسية، وآلامه العضوية.. وهو ينتظر من يأخذ بيده, ويقرر مصيره مع الغسل الدموي الصناعي..!
- حالة الحمدان المرضية وقبله سلطان مناحي -شفاهما الله- وغيرهما من نجوم الأمس.. كشفت عمق أزمة «المؤسسة الرياضية» الحقيقية (إنسانياً ووفائياً)، ويتمثل ذلك في تجاهلها لنجوم ارتبطت مسيرتهم الكروية بالعطاء والإخلاص والتضحية خدمة للحركة الرياضية في فترة ماضية.. ووجدوا أنفسهم بعد مغادرة ميدان التنافس يعيشون أحوالاً صحية قاسية, وأوضاعاً مادية حالكة.. ينتظرون قطار الفرج وفك الكرب من الله عز وجل, ثم مبادرة (الصندوق الوفائي) في رعاية الشباب والذي أعلن عنه الأمير «نواف بن فيصل» في الموسم الماضي وتحويله من الصندوق الرياضي إلى (صندوق الوفاء) وتفعيله بما يخدم الحالات الرياضية الإنسانية، وإبراز منطلقاته الوفائية، وأعماله العرفانية, وتحقيق أهدافه السامية, واتجاهاته النبيلة سواء مع اللاعبين السابقين، أو الحكام المعتزلين, أو الإداريين العاجزين الذين خدموا الحركة الرياضية.. و»فجأة» قذفتهم الظروف وقسوتها في أحضان الأوجاع المرضية والأسقام المعيشية..!! ينتظرون من يأخذ بأيديهم, ويلامس مشاعرهم، ويصافح قلوبهم, ويخفف أحزانهم.. بلمسة حانية من (الصندوق الوفائي) والذي مع -الأسف الشديد- ورغم مضي سنة على صيانته وإعادة صياغته وتعديل لوائحه, ما زال خارج الخدمة الإنسانية, وربما صار ينافس المستحيلات الثلاث (الغول والخل الوفي والعنقاء)..!!! نسمع عنه ولم نشاهد إسهاماته الخيرية وأعماله النبيلة مع حالات رياضية إنسانية سبق وأن نشرناها عبر «الجزيرة».. منهم من لازم فراش المرض، ومنهم من انصهر في قالب العطالة والبطالة يبحث عن ما يسد رمقه ورمق أسرته.
- ومعروف أن غياب الشفافية، وتكريس الضبابية، في العمل الإداري في أي منظمة.. من الأسباب الكامنة وراء ظهور الفساد والترهل الإداري, لذلك من الأهمية بمكان أن تحدد السياسة المالية «للصندوق الوفائي» والتعامل مع مداخيله ومصروفاته بمنهجية أكثر شفافية ونزاهة وتوظيفها بأسلوب أكثر وضوحاً, وإبراز أعماله ومناشطه الخيرية, كما كان في عهد الأمير المستنير (فيصل بن فهد) غفر الله له.
Twitter@kaldous1