الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، إن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، وكتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين. وهو المرتكز الأول للعلم النافع الذي ينير الحياة ويمنحها أسباب التقدم والنجاح، لأنه يفتح الآفاق أمام الأبصار، ويدعو الأفئدة إلى التدبر والعقول إلى التفكير لاكتشاف أسرار الكون وإدراك عظمة الخالق وجليل صنعه، مما يؤكد أهمية العناية به فهماً وقولاً وعملاً وتطبيقاً. وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغَّب فيها، وفي السنة النبوية الشيء الكثير من فضائل القرآن الكريم والحثّ على تعلمه وتعليمه، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى أهلين من الناس، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته).
إن المملكة العربية السعودية -ولله الحمد- تسعى بكل ما أوتيت من قوة ونشاط إلى أن تظل مصدراً مضيئاً لكتاب الله العزيز في حفظه وتفسيره والمنافسة على حسن ترتيله وتجويده، وهي تعد سنة حسنة ومآثر عظيمة للقائمين عليها والداعين لها في هذه البلد المعطاء، وكانت ولا زالت عناية هذه البلاد بالقرآن الكريم عناية فائقة أخذت أشكالاً متعددة وأطراً مختلفة، فالمتأمِّل للأعداد الكبيرة من الحفَّاظ الذين يتخرَّجون بالآلاف سنوياً من طلاب الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمدارس والجامعات في مدن المملكة يدرك الجهد الكبير الذي بذلته الدولة -رعاها الله- في هذا الصدد.
ومسابقة الأمير سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره أحد الجهود الجبارة التي تبذل في المملكة لخدمة القرآن وأهله. وبطبيعة الحال فإن بلوغ هذه المسابقة المرموقة عامها الخامس عشر يعد تأكيداً على ذلك، كما إن المسابقة -ولله الحمد- ذات اهتمام ومحط تقدير وعناية من قبل الجميع.
والمسابقة يعد من أعمال البر والتقوى وتدل على حب وعناية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز للخير وحرصه على تنشئة أبناء الوطن تنشئة إسلامية وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والمبادئ الفاسدة وإبعادهم عن مزالق الشبهات والضلالات.
شكر الله لسموه هذه المسابقة ورعايته لها وأسأل الله العظيم أن يضاعف له الأجر والمثوبة وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة.
وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد - أستاذ الدراسات العليا
