أمرك محير جداً أيها الزعيم، ففي أول الأسبوع تبدو كالجواد الأصيل الذي يصول ويجول في أرجاء الميدان بكل رشاقة فتلوي الأعناق.. أو كالوحش الكاسر، فتفتك بمنافسك دون رحمة أو شفقة.. وتحيله إلى أزمة، وإلى حكاية تتناقلها الركبان!!
وفي نهاية الأسبوع تتحول أمام المنافس القادم من خارج الديار إلى شيء آخر لا علاقة له بفارس أول الأسبوع، اللهم إلاّ من حيث الاسم ليصدق فيك القول: (.....)!!
الأوطان إن لم تتوافر لها التحصينات الدفاعية الكافية أضحت مستباحة ومطمعاً للغير.. وقس على ذلك كل شيء تجب حمايته وتحصينه دفاعياً بما في ذلك فرق كرة القدم!!
فكم من مباراة أضاعها الفريق الأزرق في دقائقها أو ثوانيها الأخيرة خلال الموسم الماضي وهذا الموسم بفعل هشاشة تحصيناته الدفاعية، وبالتالي سهولة اختراقها أو تحييدها، حتى أن الفرق المنافسة له باتت تبني خططها وتكتيكاتها على مسألة استثمار الدقائق الأخيرة من المباراة للحصول على مبتغاها بكل سهولة!!
وعندما تجتمع في الفريق جملة من العيوب المتمثلة في سوء دفاعاته وحراسته، بالإضافة إلى إصرار معظم عناصره على ممارسة الاستعراضات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. ناهيك عن معضلة (التراخي) وإهدار الفرص المتاحة والسهلة بالجملة والقطاعي.. هنا عليك أن (تغسل يدك) وتستخلف الله.. لأن الشق يبدو أكبر من الرقعة!!
أعلم أن غالبية القراء سيلومونني بحجة أنني كمن يحوم حول الحمى دون الإشارة إلى مصدر الأزمة وأساسها من وجهة نظرهم، ألا وهي (الإدارة) لاسيما وقد تلقيت الكثير من ملاحظات القراء الكرام ومطالباتهم - على مدى الموسم الماضي وهذا الموسم - بأن يكون لي موقف مؤيد لوجهة نظرهم تلك.
ولأنني لا أخشى في الحق لومة لائم.. فقد أشرت أكثر من مرة عبر هذه الزاوية، بأن التفريط بالأسطورة (سامي الجابر) وابتعاده أو(إبعاده) -لا فرق- عن النادي، كان بمثابة الضربة التي قصمت ظهر الزعيم، وفي هذا دلالة واضحة على أنني لا أجامل الإدارة بقدر ما أنتقدها بالمنطق وليس بالعاطفة، خصوصاً أن العبد الفقير إلى ربه من ضمن القائمة المنبوذة من لدن الإدارة الهلالية.
ولأن (اللبيب بالإشارة يفهم) كما قالت العرب في أمثالها وأشعارها ودون الحاجة إلى ذكر أسماء الإدارات المعنية.. فقد كتبت غير مرة عن ظاهرة الدوري (فريق الفتح) وقلت: إن النجاحات الباهرة التي يجسدها هذا الفريق محدود الإمكانات والموارد والهيلمانات الإعلامية.. لم تكن نتاج عبقرية (فتحي الجبال)، ولا نجومية عناصر الفريق الذين هم في غالبيتهم (نفلة) للكثير من الفرق.. وإنما هي نتاج فكر إداري نظيف جعل من (الجبال) عبقرياً، ومن عناصر الفريق نجوماً تتلألأ.. ومن (الفتح) بطلاً لا يشق له غبار.. أو ليس في هذا نقد مؤدب وموجه لكل إدارة قصّرت في واجباتها، أو ارتكبت من التفريط والأخطاء ما أدى بها إلى أن (تعض أصابع الندم)؟!
بطبيعة الحال لا يمكن القول إن إدارة الهلال أو غيرها من الإدارات الأخرى لا تبحث عن النجاح، أو أنها لا تسعى إليه، وإنما تظل ثمة عوامل وأدوات وتدابير لابد من توافرها كمرتكزات للعمل الذي يؤدي في النهاية إلى مرفأ النجاح، وأن للإخفاقات وتراكماتها أسبابها التي لم يتم العمل على تلافيها بالشكل الجدي والحازم الذي يوحي بالرغبة في تبدل الأوضاع إلى الأفضل.
المشجع (بادغيش) مرة أخرى؟!
أثبتت الكثير من الشواهد والوقائع أنه لم يكن هناك من آلية تعتمد على الكفاءة والجدارة في التكليفات للمناصب المنوطة بأصحابها مهمات تسيير شأننا الرياضي.. وإنما كانت الأمور ولا تزال تعتمد على المحسوبيات وتوافق الميول دون الحاجة إلى استشراف ما قد يسببه ذلك من كوارث بحق المنظومة الرياضية برمتها!!
* سلسلة من (الكوارث) التي يرتكبها رئيس لجنة الاحتراف في غضون أسابيع قلائل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن قدرات ومؤهلات الكثير ممن أُنيطت بهم الكثير من المناصب الحساسة، لا تتجاوز، ولا تستحق أكثر من حَمل (الطبل) والتوجه إلى المدرجات ضمن روابط المشجعين للنادي المفضل!!
* هل كان ينقص وضعنا العام (المتردي) ظهور المزيد من عاهات العمل الفوضوي إلى درجة قيام رئيس إحدى اللجان المؤتمنة على حقوق وأسرار ومصالح كافة الأندية ليتولى مهمة المتحدث الرسمي لناديه المفضل علناً ليؤكد بأن ما خفي أنكى وأعظم.. وهل كان النصر بحاجة إلى خدمات رئيس اللجنة (المشجع) لإثبات هيمنته على كامل مفاصل اتحاد اللعبة، وهو الأمر الذي أصبح من المسلمات التي لا تقبل التأويلات.. لاسيما وفضله سابق؟!
* من هنا يجدر بأي محب لكرتنا (العليلة) قد خامره قدر من التفاؤل بإمكانية زوال الغمة، أن يعيد حساباته، ويبدو أن ليلها سرمدي كما يتضح من المشهد!!
fm3456@hotmail.com