لا تكاد تجد من يرى أن عادة ممارسة التدخين تعد أمراً صحياً، بل إن الكل يجمع على ضرر هذا السلوك وتلك الممارسة صحياً واجتماعياً واقتصادياً وغير ذلك، ولكن انتشار هذه العادة بين شرائح عدة في ازدياد بل وحتى الطلاب في المرحلة الثانوية والمتوسطة وأحياناً وبشكل أقل في المرحلة الابتدائية.. وفي الوقت الذي يفتي علماء الدين بتحريم التدخين والاقتصاديون والاجتماعيون بأضراره.. نجد أن الأطباء وهم من أكثر الفئات التي تعرف أضرار التدخين هم من ينتشر بينهم التدخين كما يذكر أحد العاملين في المجال الصحي!!
في بلادنا نرى أن عادة التدخين تختلف حيث تمارس في كل مكان بدون حدود في الغالب رغم صدور الأوامر والتوجيهات العليا بمنع التدخين في المطارات والدوائر الحكومية.. فكيف بك حين ترى من يمسك بسيجارته وينفث السموم في مكان إعداد الأكل في المطعم وخاصة في البوفيهات والمطاعم الصغيرة والتي يرتادها أعداد كبيرة من الزبائن دون مراعاة لمشاعر الآخرين وقبل ذلك صحة العملاء! ويحدث مثل ذلك وأكثر من التدخين في الحدائق والمتنزهات والبقالات والمولات وغيرها.. بل إن التدخين يتم من قبل المقيمين وبشكل طبيعي بعد أن رأوا أن الأمر يتم دون أي مساءلة أو حتى استنكار بله أن يكون هناك أي عقوبات، ذلك ما أرق عدداً من القطاعات للعمل على إعداد الخطة الإستراتيجية لمكافحة التدخين والتي سبقها الكثير من القرارات ولكن دون جدوى، وذلك لأن المكافحة الحقيقية لا تتم بالشعارات فقط ولكن لابد من التنظيمات والإجراءات التنفيذية التي تعمل على تطبيق هذه القرارات للحفاظ على صحة المواطن وسلامته من جميع الجوانب.
موافقة الأمير سطام- رحمه الله- وإقراره للإستراتيجية خطوة نأمل أن يتبعها وضع آليات تنفيذية لمحاربة هذه الآفة وحصرها في أضيق نطاق، والآن ننتظر من سمو أمير منطقة الرياض التوجيه ببسط هذه الإستراتيجية على أرض الواقع لتكون العاصمة نموذجاً صحياً لبقية مناطق ومحافظات المملكة.
Barakm85@hotmail.com