يحق لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن يطلق في وقت سابق، على أن (الفاسدين أذكياء) لكن الواقع يقول إن الفاسدين، أيضاً، أغبياء. كيف نعرف ذلك؟ الجواب: من سماتهم، عند قراءة ما جاء في كتيب الزميل الدكتور محمد بن ناصر الكثيري، بعنوان: (الانتهازيون)، وفيه يقول: (إنهم يسرقون! وليت أنهم يسرقون الأموال فحسب! ولكنهم يسرقون معها المزايا على تنوعها، ويسرقون الإنجازات ثمرة كدح المخلصين، ويسرقون احترام الناس لأنفسهم وتقديرهم لذواتهم وثقتهم بقدراتهم وقناعتهم بأهمية أعمالهم، بل ويسرقون الأمل في النفوس والطموح في الإرادات إنهم باختصار: مصاصو دماء الموظفين.
وأقول إنهم مصاصو حسناتهم في الدنيا ولا يقرؤون ولو آية من كتاب الله: قال تبارك وتعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (88-89) سورة الشعراء.
فهل من تائب أم نظل نقول الفاسدين أذكياء أم الفاسدين أغبياء أم كليهما، وهو الأقرب والله المستعان.
أستاذ الإعلام المساعد/ كلية الملك خالد العسكرية