بصراحة لم يتوقع أحد أن يسلك رئيس النصر طريق تهييج الجماهير عندما خسر الرهان وخسر معه الثلاث نقاط من فريق نجران أو بالأصح نقطتين تضافان إلى رصيد فريقه، ولقد تساءلت مساء الأحد الماضي في القناة السعودية الرياضية: ما موقف رئيس النصر لو أن لجنة الانضباط رفضت الاحتجاج وهو ما حصل بالفعل بعدما غرد على حسابه الخاص وبث البشرى لجماهير فريقه (حسب ما ذكر في الحلقة) في القناة الرياضية أما أنا فلم أطلع عليها لعدم وجود
حساب لي في التويتر ولله الحمد. ولقد حذرت وقلت إن العجلة من الشيطان وأن تصريحه وهو أحد أطراف القضية قد «يحوس» الأمور وهو بالفعل ما حدث، وبغض النظر عن سبب رفض الاحتجاج إلا أن الأسلوب الذي نهجه رئيس النصر في محاولة يائسة منه لجر الأمور والجماهير إلى أسلوب التهييج والتفرقة عندما ذكر أن اللجنة سبق أن عاقبت اللاعب حسين عبدالغني ولم تحاسبه على تصاريح سابقة مشابهة لبعضها البعض وإذا كانت اللجنة سبق وأن عاقبت اللاعب فلا يمكن أن تتخذ نفس القرار على رئيس نادي له وضعه وتقديره وقد يكون له حق معين ومحدود ما لم يكن للاعب ولكن السؤال ماذا يريد رئيس النصر أن يصل إليه من تصريحه الذي أرى من وجهة نظري أنه غير موفق فخسارة قضية منظورة لا يجعل المسؤول يعود إلى الوراء ويبحث عن السقطات أو التجاوزات والتي يبحث من خلالها إلى تهييج الرأي العام ومحاولة صرف النظر عن خسارة قضية كان متوقعاً الفوز بها لولا الاستعجال وإعلان قبولها قبل أن تحمل الصفة الرسمية، لقد حارب رئيس النصر مثل ذلك أمين عام لجنة المنشطات الأستاذ بدر السعيد عندما أعلن عبر حسابه عن نتيجة تحاليل اللاعب أحمد عباس وتعرضه للإيقاف رغم صدور القرار وإعلان النتيجة فما بالك أن يعلن رئيس النادي وهو طرف في القضية عن نتيجة الاحتجاج وهو لم يعلن بصفة رسمية وكما تدين تدان وها هو يحدث ما سبق أن طرحته (رفض الاحتجاج).
ولم يكسب النصر القضية وخسر معها رئيس النصر المصداقية نتيجة اعتماده على بعض الإعلاميين ومن يزفون له الأخبار غير الصحيحة وليس كما يعتقد البعض أن اللجان مخترقة من قبل النصر وإداراته وعلى العموم كان من المفترض قبول النتيجة التي آلت إليها المباراة وكما ذكرت في الأسبوع الماضي (الذي لا يأكل بيده لا يشبع) وهنا أؤكد أن من يحصل على النقاط من الملعب ليس كمن يريد أن يحصل عليها من المكتب!!
الهلال يرفض الانكسار والاتفاق يضرب بقوة
حقيقة لم أتوقع أن يعود الفريق الهلالي بثلاث نقاط غالية وغالية جداً من إيران خاصة أنه لم يمض على خسارته من الفريق نفسه وبين جماهيره أقل من أسبوع، لقد استطاع الهلال رد اعتباره وتغلب على كل الظروف المصاحبة وكذلك عناد الفريق الإيراني، فالاستقلال لم يكن سهلاً لا في الرياض ولا في طهران، ولكن مع الإرادة يذهب المستحيل، فالغالبية توقع خسارة الهلال وخروجه من البطولة مبكراً، إلا أن بني هلال عادوا وأصروا على رد الهزيمة والظفر بثلاث نقاط قد تكون الأصعب بالنسبة للهلال، ورغم عدم وصول الهلال إلى المستوى المطمئن لعشاقه للمواصلة في البطولة إلا أن الأهم هو الفوز على الاستقلال على أرضه وبين جماهيره، كما فعل هو في الرياض.
في المقابل جدد فارس الشرقية حظوظه في المنافسة ليحتل المركز الثاني في مجموعته بعدما تأكد تأهل فريق لخويا القطري كأول المجموعة ولقد تجلى الاتفاقيون وضربوا بقوة وحصلوا على النقاط والنتيجة التي اعتبرها ثقيلة على الشباب الإماراتي، ولو لعب الاتفاقيون منذ بداية البطولة الآسيوية بنفس الأسلوب والروح لكانوا قد تأهلوا ورافقوا لخويا منذ الجولة الثالثة ولكن قد تكون الصحوة متأخرة وكل ما أتمناه أن يتأهل الفريق الاتفاقي لدور الستة عشر، فهو بحاجة للمواصلة لحل بعض المشاكل العالقة في الفريق.
نقاط للتأمل
- في رياضتنا مفارقات غريبة عجيبة فالرئيس العام يطلق حملة عنوانها (لا للتعصب) ورئيس نادي النصر يحاول تجييش الجماهير وتهييجها عبر تصريح يسقط من خلاله في اختلاف التعامل بين تصريحين له وللاعب الفريق الذي يرأسه وهذا يؤكد أن بعض رؤساء الأندية هي من تغذي التعصب!!
- عودة الفريق الهلالي منتصراً من طهران يؤكد أن الفرق السعودية أفضل من الإيرانية ويؤكد أن النتيجة التي عاد بها الأهلي الأسبوع الماضي لم تكن مفاجئة كما اعتقد البعض.
- أفضل ما عملته الإدارة الاتحادية حتى الآن هي إبعاد بعض اللاعبين خاصة القائد الذي كان أحد أسباب تغيير عدد كبير من المدربين وها هي الأيام تدور ويتم إبعاده بنفس الطريقة التي كان يجب أن يبعد بها من لا يرغب فيه.
- اللاعب نايف هزازي لاعب موهوب ونجم ولكن عليه أن يتعظ من غيره فالاحتراف وظيفة وإن لم تحافظ عليها ذهبت لغيرك.
- سيكون المركز الرابع في الدوري منحصراً بين النصر والأهلي تحديداً ولكن أعتقد أنه سيكون أهلاوياً عطفاً على فارق المستوى بين الفريقين.
- مبروك للزميلين العزيزين أحمد الخميس وعبدالله البرقان الثقة التي حصلوا عليها في المناصب المهمة في لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم والتهنئة موصولة للأستاذ خالد المقرن الذي أتمنى له التوفيق والنجاح وجب علينا الدعاء له.
- استقال الخضير من منصبه ولحق به البلوي فهل يمكن أن نطلق على هذا الموسم موسم الاستقالات وأن البيئة العامة أصبحت غير مشجعة للعمل في المجال الرياضي (بالنسبة لي من زمان).
- مبروك لجميع الفرق السعودية الفائزة آسيوياً الأهلي والشباب والهلال والاتفاق ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي وعلى الخير نلتقي.