تسعى دول العالم حكومات وأفرادا إلى ما يسمى تنوع الاستثمار وزيادة الدخل القومي وتحشد لتحقيق هذا الهدف الجهود والإمكانيات البشرية والمادية وتضع الخطط بعيدة وقصيرة المدى اللازمة للوصول لهذا التنوع الاستثماري وزيادة الدخل. ولعل ما يشهده العالم اليوم من انفجار سكاني ومعلوماتي وعلاقات يديرها ويوجهها الاقتصاد يعد سببا وجيها للتوجه العالمي إلى تنوع الاستثمار والبحث عن السبل الآمنة لتحقيق ما يسمى بالتوازن الاستثماري. وفي ظل هذه التوجهات الحديثة اختارت عددا من السياسات والحكومات العالمية توجها وخيارا يعد من وجهة نظر الكثيرين أنه الاستثمار الناجح والدائم وهذا ما اختارته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو الاستثمار في الإنسان الذي يعد من أصعب الخيارات تنفيذا سواء على المستوى المادي أو البشري إلا أنه أفضلها على الإطلاق حسب ما تشير إليه الدراسات الاقتصادية والاستثمارية التي تؤكد دائما أن الإنسان قبل البنيان.

وفي ذات التوجه فإن علماء التربية دائما يشددون على أن الهدف النهائي من التربية هو إعداد الإنسان الصالح، ولوصوله إلى هذه الدرجة لابد أن تتضافر كافة الجهود لبناء هذا الإنسان فكريا وجسميا ونفسيا واجتماعيا, ومن هذا المنطلق فإن المملكة تسعى جاهدة لتحقيق هذا الهدف فوجهت كافة جهودها للاستثمار في الإنسان للحصول على المواطن الصالح ورصدت لذلك الميزانيات الضخمة.

اليوم وفي العاصمة الحبيبة نقف أمام 742 مدرسة من الطراز الحديث الذي يتوافق مع متطلبات بناء الإنسان العصري بأكثر من ستة مليارات ريال ضمن خطة تسعى من خلالها وزارة التربية والتعليم إلى بناء المزيد من هذه المدارس في الأعوام القادمة في الرياض وكافة مدن المملكة إضافة إلى تدشين مشاريع الصالات الرياضية التي تم استلامها خلال العامين الماضين وهي (30 صالة رياضية) وبتكلفة إجمالية تسعون مليون ريال وتدشين عدد من مشاريع الصالات الرياضية التي سيتم افتتاحها هذا العام وهي 8 صالات رياضية وبتكلفة إجمالية أربعة وعشرون مليون ريال وهناك مشاريع الصالات الرياضية التي سيتم استلامها في خلال العامـين القادمين وعددها 180 صالة رياضية وبتكلفة إجمالية قدرها خمسمائة وأربعون مليون ريال. كل هذه المشاريع وغيرها تستهدف تهيئة البيئة المناسبة لبناء الإنسان وبناء شخصيته بجميع جوانبها فهنيئا لنا بهذه القيادة التي تبني في دواخلنا أن رفعة الوطن لن تكون إلا بالاستثمار في أبنائها.