|
المجمعة - مدينة سدير الصناعية - فهد الفهد / تصوير - عدنان المقبل:
قام سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة صباح أمس السبت بجولة تفقدية على مدينة سدير للصناعة والأعمال الواقعة في محافظة المجمعة رافقهما وكيل محافظة المجمعة الأستاذ محمد بن عامر الخرصان ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ورجل الأعمال الشيخ مطلق بن عبدالله المطلق وعدد من رجال الأعمال وأعضاء مجلس إدارة هيئة المدن الصناعية وعدد من أهالي المحافظة.
فبعد أن أخذ المدعون مكانهم في الصالون المعد لهذه المناسبة، ألقى مدير إدارة المشروعات في هيئة المدن الصناعية المهندس عبدالله الفصام كلمة شرح من خلالها مخطط عام المدينة.. وقال إن مساحة المدينة تبلغ 265كم2 تم تصميمها بالكامل وهي تحتضن شقين، الشق الأول وهو الشق الصناعي والشق الثاني هو الشق السكني والذي يقع في الجزء الشمالي من المدينة وهي مدينة متكاملة للأعمال سوف تحتضن جامعات وكليات بالإضافة إلى وجود ميناء جاف وسكة الحديد القريبة منها سنحتفل بمرورها عبر المدينة، وأضاف إن هذه الزيارة التفقدية هي استمرار لدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتابعة سمو محافظ المجمعة ومعالي الوزير.
وأشار إلى أنه تم تطوير 12 كم2 من المدينة وهي مقسمة إلى جزءين، الجزء الأول وهو المنطقة التي تتواجد فيها المصانع وتمثل 8 كم2 وللمحافظة على البيئة ومراعاتنا للبيئة تم فصل مواد البناء بشكل مستقل وباكورة مشروعات تطوير مدينة سدير كان بما يقارب ستمائة مليون، تم إنجاز 89% منه ولله الحمد، وسنحتفل قريباً باكتمال المشروع بإذن الله.
وأكد أن مدينة سدير للصناعة والأعمال كانت تحدياً أمام هيئة المدن الصناعية وهو تحدٍّ كبير ولم نكن نملك سوى النجاح، ولا يمكن لأي مدينة ناشئة أن يكتمل نجاحها ما لم نتمكن من الوصول إليها بسهولة، ولهذا تم اعتماد مشروع إيصال طرق بقيمة 205 ملايين ريال وتم إنجاز 55% منه، ويمثل طول 24 كم ويحتوي على 3 تقاطعات، تقاطع حر والعمل جارٍ فيه وتقاطعان لسهولة دخول المدينة.
وأضاف: إنه لا يمكن للصناعة أن تقوم بدون طاقة، ولهذا تم إنشاء محطتين للكهرباء، الأولى تم إنجازها بالكامل، ويحق لكل صناعي حصل على أرض في هذه المدينة أن يتقدم بطلب لشركة الكهرباء والهيئة دوماً تقف مع الصناعيين لإيصال هذه الخدمة.. أما المحطة الثانية تم إنجاز قرابة 31% منها وهي بقيمة 60 مليوناً، كما أن هناك أحد المشروعات النوعية التي نعتمد عليها كثيراً في جذب المستثمر الصناعي الجديد، بالإضافة إلى المستثمر الأجنبي وهي إنشاء المصانع الجاهزة بحيث يتمكن الصناعي بدلاً من إهدار وقته وماله في إنشاء المباني الهيكلية، العمل مباشرة بإحضار معداته والبدء في أعمال الإنتاج كما تم ولله الحمد التعاقد على عشر مصانع نموذجية وتم إنجاز 52 % منها.
وأشار إن مجموع ما صرف على مدينة سدير للصناعة والأعمال إلى اليوم يتعدى مليار ريال ونحن مستمرون في الزيادة وسنستكمل خلال الفترة المقبلة ما تبقى من الخدمات أولها المنطقة السكنية، حيث تم فتح مظاريف المشروع الثاني من المرحلة الثانية والذي يحوي المنطقة السكنية بمساحة كيلو متر مربع ويقع شمال المنطقة وستكون منطقة مغلقة تسمح لجميع العاملين في المنطقة الصناعية وخارجها بالتواجد، وسوف تحتوي على المدارس ومراكز الرعاية الصحية ومراكز ترفيه، حيث صممت بعناية وهدفنا هو أن يسكن الصناعيون داخل هذه المدينة بدلاً من أن يسكنوا في الرياض وينتقلوا إليها.أما ثاني المشروعات التي نرغب الانطلاق بها هي المنطقة اللوجستية، فالمدينة يمر بها سكة القطار وتم وضع مخطط للميناء الجاف والعمل جاري على تطوير كيلومتر مربع للمنطقة اللوجستية. وتمت خلال الفترة الماضية زيارة مجموعة من المشروعات على مستوى العالم لأخذ ما يعرف بالمرجع، وتم تحديد الإطار العام للمنطقة اللوجستية التي نتمنى بإذن الله أن تكون منطقة جاذبة لمدينة سدير للصناعة والأعمال.أما ثالث المشروعات التي نرغب بها خلال فترة الثلاث سنوات المقبلة هي المنطقة التجارية المحاذية لطريق الرياض - القصيم، حيث سيتم تطوير مركز جاذب لهذه المنطقة وأهالي الرياض والقصيم على حد سواء حيث يتوفر فيه جميع الخدمات من فنادق ومراكز ترفيه ومحطات وقود وخلافه.
ورابع هذه المشروعات الذي بدأ جزئياً بإنشاء الشبكات للمنطقة المطورة الآن العمل جاري على إيصال خدمة المياه وإنشاء محطة صرف الصحي.بعد ذلك ألقى معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة أعرب في مستهلها عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع على الجهود التي بذلها سموه إبان كان أميراً لمنطقة الرياض حتى أصبحت هذه المدينة الصناعية واقع ملموس لأهالي المحافظة، حيث قال: إننا لابد أن نعطي الفضل لأهله، فسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز يعتبر الأب الروحي لهذه المدينة، حيث كان خلف تحقيق هذه المدينة وتطويرها وكان متابعاً منذ البداية، وأنا شخصياً أكن لسموه الكريم كل التقدير والاحترام فهو الرجل الذي كان وراء هذه المدينة فلولا الله سبحانه وتعالى ثم اهتمامه الشخصي عندما كان أميراً لمنطقة الرياض لما تحقق هذا الحلم فله الشكر والتقدير على ما يقوم به.
وأضاف: إنني سعيد جداً بالالتقاء بكم واطلاعكم على ما تم في مدينة سدير للصناعة والأعمال وهذه المدينة التي سوف تشكل نقلة كبيرة للمنطقة وسيتاح فيها وظائف كثيرة وسوف تكون محركاً اقتصادياً رئيسياً مكملاً لما يحدث في المنطقة وتكون وسيلة إيجاد وظائف لأهالي المنطقة وخريجي جامعة المجمعة، وسوف تكون مدينة حضارية متكاملة الخدمات وتتوفر فيها منطقة سكنية ومرافق تجارية عالية المستوى بخدمات متميزة وطموحنا أن تكون بيئة جاذبة وتشجع الشباب أن يأتوا إلى هنا ليعيشوا هنا وأن يستمتعوا بالعيش هنا مع عوائلهم في مجمعات سكنية راقية.. وطموحنا كبير والعملية سوف تتخذ فترة طويلة، حيث أن المشروعات مثل هذه تأخذ عدة سنوات لإنجازها، فالمشروعات التي نتحدث عنها سوف تستغرق من سبع إلى ثماني سنوات حتى تكتمل الرؤية التي نتحدث عنها ونحن من خلال هذا اللقاء أحببنا أن نطلع أهالي المنطقة على ما تم في هذه المدينة الصناعية حسب رغبة سمو المحافظ حتى يعلموا بأهمية هذا المشروع.. وأنا أقدر اهتمامات سمو الأمير الذي كان حريصاً جداً على متابعة العمل وعلى المتابعة معي شخصياً فله منا الشكر حيث نرى الآن بعض المصانع التي تنفذ والقادم أكثر إن شاء الله. فجميعنا نتطلع أن تكون نقلة كبيرة للمنطقة وأن تكون مدينة فاعلة وتكون وسيلة لتنمية الاقتصاد. وأشار إلى أن مدينة سدير للصناعة والأعمال ضخمة حيث تبلغ مساحتها تقريباً 265 مليون م2 وطولها من مخرج 12 إلى مخرج 14 أكثر من 32 كم وهي من أكبر المدن التي تقوم على الصناعة والأعمال وهي ليست مدينة صناعية فقط بل ستكون فيها تنمية تجارية وتنمية لوجستية وصناعية حيث سيكون بها ميناء جاف بالتنسيق مع سكة القطار الذي يمر بالمنطقة فهذه المدينة سوف تخدم المنطقة والمملكة بشكل عام وذلك لموقعها الإستراتيجي، حيث إن تقطع على طريق مهم يربط الرياض بشمال المملكة وستكون مدينة واعدة ونقطة انطلاق للمنطقة والمملكة بشكل عام.. وأشاد بجهود الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة المجمعة وأعضاء مجلس إدارة هيئة المدن.
بعد ذلك استقل الجميع الحافلات وقاموا بجولة داخل المدينة حيث زاروا أول مصنع بدأ في الإنتاج في مدينة سدير للصناعة والأعمال وهو مصنع السعودية للصناعات الصيدلانية واطلعوا على إنتاج المصنع واستمعوا على شرح مفصل عن أعماله كما اطلعوا خلالها الجولة على مشروعات البنية التحتية التي تشتمل على الشوارع وتصريف المياه والإنارة وغيرها والمصانع الجاري تنفيذها.وعقب الجولة تحدث لـ(الجزيرة) التي كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة المتواجدة في هذه (الجولة) سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل محافظ المجمعة، وقال: لقد سرّنا ما وجدنا في هذه المدينة الصناعية من حسن التنفيذ والإنجاز الذي تم في الوقت المحدد وعلى أعلى المستويات بما يخدم المنطقة الصناعية.. وكل هذا نعتبره حلماً تحقق بتوفيق الله ثم بدعم ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض وكذا العمل الجاد والمتقن من وزير التجارة والصناعة حينما كان رئيساً لهيئة المدن الصناعية وها نحن نشاهد على أرض الواقع شاهداً من شواهد عصر العطاء والبناء في هذا العهد الزاهر عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين؛ ونسأل الله عن ينفع بهذه المدينة أبناء المحافظة والمنطقة وأبناء المملكة عامة.