تملك بلدة الحلوة سجلاً تاريخياً مشرفاً مع الأئمة والملوك من آل سعود - رحم الله ميتهم وأصلح حيهم- ففي سنة 1238هـ خرج من الحلوة الإمام تركي بن عبد الله بن محمد آل سعود م سنة 1249هـ - رحمه الله- وثلة رجال من أهلها وتوجه بهم الإمام إلى بلدة عرقة، وكان هذا التحرك منه يمثل نواة تأسيس الدولة السعودية الثانية وكان الإمام تركي - رحمه الله- مقيماً في بلدة الحلوة قبل هذا الخروج، ولازالت أثار القلعة التي أقام فيها باقية إلى يومنا هذا في الحلوة.

وفي سنة 1253هـ حصلت في بلاد الحلوة المعركة المشهورة بمعركة الحلوة بين أهل الفرع ( الحلوة- حوطة بني تميم- نعام- الحريق) الموالين للإمام الشرعي يومئذ فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود م سنة 1282هـ - رحمه الله- والحملة التركية الغاشمة، وقد أسفرت المعركة عن نصر عظيم مؤيد من الله لأهل الفرع، وعن هزيمة نكراء للحملة التركية الغاشمة، ولما علم بها الإمام فيصل - رحمه الله- فرح بها فرحاً عظيماً، وأنشد قصيدته العامية العصماء، التي فيها قوله مخاطباً الحملة التركية :-

جيتي هل (....) وعشوك بنياق

وأهل الفرع عشوك رؤوس الطوابير

وفي سنة 1320هـ لما قدم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود سنة 1373هـ - رحمه الله- إلى حوطة بني تميم بعد دخول العاصمة الرياض 1319هـ انضم إليه جميع أهل الفرع بما فيهم أهالي الحلوة وساورا مع ملكهم المؤزر وخاضوا معه معركتي الدلم ثم السلمية، وفيها ظفر الملك المؤسس عبد العزيز- رحمه الله- بفوز ساحق فيهما بفضل من الله ورحمة، ولقد ظل بيرق أهل الحلوة مع باقية بيارق إخوانهم من أهل الفرع مرفوعاً- ولله الحمد- في جهاد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله- لتوحيد المملكة العربية السعودية، ولازال ولاء أهل الحلوة للدولة السعودية مضرب مثل إلى يومنا هذا - ولله الحمد-.

وفي سنة 1374هـ وبعد تولي جلالة الملك سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود م سنة 1388هـ - رحمه الله- مقاليد الحكم، وفي رحلاته المشهورة لجميع بلدان وقرى المملكة العربية السعودية، زار بلدة الحلوة وقد أقيم فيها حفل بهيج لا زالت ذكراه حاضرة في مجالس أهلها، ولقد تفانى شعراء الحلوة بالتغني في هذه المناسبة بالقصائد الحربية التي قيلت في العرضة السعودية المقامة في تلك المناسبة، ومنها قول العم الشاعر راشد بن سعد بن راشد العقيلي الخالدي م سنة 1403هـ - رحمه الله- :-

من يوم قيل سعود م العارض ظهر

تتبعه شوخ القبائل جابها

رزوا له « الزينات « والنشر الخضر

ونور على ( الحلوة) برؤوس هضابها

وفي سنة 1418هـ لما زار الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - حفظه الله- لما كان ولياً للعهد محافظة حوطة بني تميم لافتتاح معامل النفط فيها شارك أهل الحلوة مع جميع أبناء المحافظة حاضرة وبادية في الاحتفاء والترحيب بضيفهم الكبير.

وفي هذا اليوم الجميل الثلاثاء 6/6/ 1434هـ تحتفي محافظة حوطة بني تميم بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض - حفظه الله- وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض - حفظه الله- ، ولا شك أن أبناء الحلوة يشاركون بقية إخوانهم من أبناء محافظة حوطة بني تميم حاضرة وبادية الفرح بهذه المناسبة السعيدة، ويرددون أهلاً ومرحباً بأحفاد عبد العزيز وأبناء أولاده.

والحلوة اليوم وهي تعيش هذه النهضة المباركة التي شملت جميع أرجاء الوطن الكبير المملكة العربية السعودية حيث يوجد فيها مركز فئة ( أ ) يتبع محافظة حوطة بني تميم، ويعد أكبر المراكز التابعة لها مساحة وسكاناً، كما يوجد في الحلوة فرع لجامعة الخرج، وبلدية وكتابة عدل ومركز بريد ومركز صحي، كما يوجد في الحلوة المركز الرئيس لمحمية الوعول التابع للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، كما يوجد فيها مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنين والبنات.

ولأهل الحلوة مطلب أقدمه لسمو أمير منطقة الرياض ونائبه - حفظهما الله- ليتم تحقيقه على يديهما الكريمتين برفع مستوى مركز الحلوة إلى محافظة (ب)؛ لمكانتها التاريخية، ولكبر مساحتها وكثرة سكانها ولتخفيف الأعباء على محافظة حوطة بني تميم، ولإيجاد دوائر حكومية في الحلوة تساعد في رقي الخدمة المقدمة للمواطن وفي مقدمتها مستشفى عام، خصوصاً أنه توجد فيها الآن بلدية مستقلة تتبع مباشرة وكالة أمانة منطقة الرياض لشئون البلديات، ويدخل في نطاق اختصاص بلدية الحلوة مراكز القويع والعطيان والمثعب القبابنة، كما توجد فيها سابقاً محكمة ضمت إلى محكمة محافظة حوطة بني تميم من سنوات قريبة وأهالي الحلوة يطالبون الآن بإعادة افتتاح هذه المحكمة القديمة التي يعود تاريخ إنشائها إلى الدولة السعودية الأولى.

وهذه المطالبة من أهالي الحلوة تأتي تماشياً مع السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظه الله- في تطوير وإنماء المحافظات والمراكز، ففي العام الماضي صدرت موافقة المقام السامي برفع مستوى 18 محافظة من فئة (ب) إلى فئة ( أ)، ورفع مستوى 28 مركز من فئة ( أ) إلى محافظة من فئة ( ب).

أسأل الله الكريم أن يديم على هذه البلاد نعمة التوحيد والإيمان، والأمن والأمان، والرخاء والنعم الحسان، تحت قيادة ولاة الأمر من آل سعود - رحم الله ميتهم وأصلح حيهم- آمين.