Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 17/04/2013 Issue 14811 14811 الاربعاء 07 جمادى الآخرة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

(إن طاقة الحقد لن توصلك إلى مكان، لكن طاقة الصفح التي تتجلَّى في الحب، ستحول حياتك بشكلٍ إيجابي) باولو كويليو - الزهير.

أسير ورأي (باولو) جنباً إلى جنب في أن الحقد طاقة آخذة في الاستشراء والتمدّد ما لم نحاول تهدئتها وإطفاء نارها قبل أن تقضي على ما تبقى في جسد الحاقد من روحه، عقله، وحالته النفسية..!! الحقد: حمل العداوة والبغضاء في القلب، والإنسان ينوء بحمل جسده المترهل، المكتنز بشحوم تراكمت في صدره، وعلى قلبٍ بحجم قبضة الكف!! فكيف به وهو يضطرم حقداً تولّد عنه حسد..!! النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله!! والحاقد يأكل هدأة نفسه، اطمئنانه، راحته، هدأة باله ورضاه، فيضطرب كيمياء المخ لديه حتى تتداعى صحته ويعتريه القلق والأرق فلا يجد في الفراش دفئاً، أو للطعام لذة، أو للشراب رواء.

- في نطاق عملك، زميلك في حركة دؤوبة ونشاط مستمر وعطاء لا ينضب، ولأنك لست كذلك يعتري قلبك حقد؛ يتولَّد عنه الحسد فتصل ليلك بنهارك تفكر فيه، تدبر له مكائد عرقلته، متمنياً له انتكاسة تحد من نشاطه، تقنن ذلك العمل الدؤوب وهذا العطاء. أو أنك تأسى على حالك..!! تصل ليلك بنهارك أيضاً وقد اتقدت في داخلك طاقة الحقد دون أن تبلغ مكاناً وثيراً تطمئن إليه وترتاح فيه نفسك وذهنك. فلا تنال من رتب الحياة عشر معشار مرتبة الأمان والاطمئنان..!!

لا يحمل الحقد من تسمو به الرتب

ولا ينال العلا من طبعه الغضب

شتَّان بين هذا وذاك، بين من قلبه معلّق بالرتب، من يتطلع للقمم، يشتاق صعود الجبال، لا نجد في قلبه متسعاً للحقد!!

الحاقد: إنسان عاجز عن إثبات الذات.. عن النحت في الصخور.. فاشل في التطلع للمستقبل الزاهر.. متعثّر في خطواته.. فكان أن مهد طريق العداوة والبغضاء إلى قلبه..

العدو لا تأمنه لو بعد حين

لو حلف بالبيت والركن اليمين

الحقد والبغض في قلبه دفين

وإن ضحك بالوجه في قلبه غليل

ذكر الدكتور منير أبو العلا، أستاذ جراحة الأورام بجامعة القاهرة، أن المشاعر السلبية كالغل والحقد والاكتئاب تتسبب في ضعف جهاز المناعة، وهو ما يجعل الإنسان عرضة بدرجة كبيرة للإصابة بالأورام السرطانية التي تنتشر أسبابها من حولنا. وأشار إلى ذلك أيضاً القس مايكل باري، مسؤول الشؤون الدينية في مستشفى لعلاج السرطان قوله: “إن المشاعر السلبية من غضب وكره وحقد تؤثِّر فعلياً في الصحة الجسدية، وكذلك على الصحة العقلية، وبالتأكيد ستتأثر الأبعاد الروحية أيضاً” حتى إنه ألَّف كتاباً يحمل عنوان “مشروع المصالحة”، وقال إنه الطريق إلى التغلّب على مرض السرطان، والحفاظ على صحة جيدة، والوصول إلى السعادة والراحة.

نحن قد نقرأ في عيون الحاقد حروف حقده، وربما تجرح أكف حين مصافحته لنا. عين الحاقد قلما تكون صافية كالكأس الشفاف. الكأس الشفاف إن ترك عرضة للغبار غيّبت ذرات الغبار معالم شفافيته، بهت لمعان الكأس، اتسخ!! فمن تشتهي معدته تناول الماء العذب الصافي الرقراق من كأس ضيع الغبار معالمه..؟! الحقد أعمى، وإذا انطلق رصاصه، انطلق دون أن نملك تحديد وجهته، وجهة الرصاص..!! صوب أم، أو أب!؟ صوب أخت أو أخ، صوب صديق أو زوجة أو عزيز. الحقد أعمى، ووجه الحاقد كقلبه أصفر شاحب اللون نظنه ناتجاً عن سوء التغذية! لكنه الحقد: ونحن ندرك غذاء القلب، ومن الغذاء: الرضا بما قسم الله له والقناعة أيضاً. الرضا بوضعه المادي، الوظيفي، الطبقي، حقد طبقي، وآخر طائفي نراه وقد تسبب في طحن الشعوب إبادتها والطعن في قوتها ومتانتها حتى الاهتراء.

أماه من بث بذر الحقد في وطني

وخط الرعب ذكرى الثأر في خلدي

من مزَّق الطفل أشلاءً مبعثرة

من نصب القصف فوق الآل والولدِ

ليس سوى الحقد الطائفي، حقد الشعوب، وحبها للقتل والحرق والإبادة. طاقة الحقد توشك أن تصل بنا إلى الهاوية، وهي قد حوّلت مجرى حياة البشر تحويلاً سلبياً! ولن تتحول بشكلٍ إيجابي ما لم نذكِ طاقة الصفح التي تتجلَّى في الحب، الحب، الحب، ثم الحُب.

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443
Twitter: @HudALMoajil

بلا تردد
المصالحة مشروع لنبذ الحقد
هدى بنت فهد المعجل

هدى بنت فهد المعجل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة