حين أدخل قاعة أو متحف أو معرض فيه مجموعة من الأعمال الفنية، ومجموعة من الزوار، فإن اهتمامي لا ينصب على الأعمال وتذوقها وقراءتها فحسب، بل على موقف المتلقي الحاضر والمتجول تجاه العمل الفني الذي أمامه.
ينتابني فضول في شعور الناس من حولي تجاه العمل الفني، مع أني لست صاحبته، ولا يهمني أن يعجبهم أو لا يعجبهم، بقدر ما يهمني معرفة تأثير هذا العمل عليهم فكريا ووجدانيا. هل شعروا برسالة (مشفرة)؟ هل عَكَسَ العمل مشاعر بداخلهم يحاولون تحميلها وإسقاطها في العمل والفنان؟ هل يفكرون في أمور أخرى تشغل يومهم ومرورهم له غاية (بريستيجية) أو (كَوْلَنة) على حد تعبير هتون قاضي؟ خصوصا مع هذا التزاحم لقاعات العرض الخمس نجوم، والتي تتخيل في بعضها أنك حضرت عرضا للأزياء لا للفنون( To see and be seen)!
هل فعلا يعي الزوار رسالة الفنان؟ وهل قدروا جهده وساعات العمل الطويلة التي أمضاها في (الإبداع)؟ أم شَعُر المتلقي بمعاناة الفنان بسبب تدني تقدير الفن في المجتمع ومحاولاته المتكررة لنشر الوعي بدور وأهمية الفنون، أو بحالة الإحباط بسبب قلة رواد المعارض مقارنة برواد الملاعب على سبيل المثال؟
هل يثير العمل الذي تراه أنت كزائر للمتحف أو القاعة أو المعرض سؤال لديك؟ هل يستمر السؤال لفترة طويلة؟ هل تظل الصورة حاضرة في ذهنك؟ أم لا تعيرها أي اهتمام، أو تستمتع بها لدقائق أو لحظات، ثم تنساها حال خروجك من المكان؟
هل تتمنى أن تكون هذه اللوحة الجميلة ملك لك لتزين بيتك؟ أم أنك تريد اقتنائها لتشعر أنك تمتلك (ثقافة) جميلة؟ أو تشعر بأن بينك وبينها صلة، وتريد استمرار لهذه العلاقة؟ أم ترى عائدا ماديا في المستقبل بالاستثمار من خلال اقتنائها؟
ما موقفك تجاه العمل الفني، وكيف تشعر، وماهي الفترة التي يستمر فيها تأثرك بهذا العمل، وإلى أي مدى؟ أسئلة عديدة، إجابتها ستحكي لنا الكثير عن موقف المجتمع تجاه الفنون!
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية