في 17 جمادى الأولى 1434هـ فقدت أسرة الرشيد ركنا من أركانها وعميدها العم خالد بن محمد الرشيد، هذا الشيخ التقي النقي الطاهر الورع نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
توفي- رحمه الله- بعد معاناة مع المرض وكان صابراً ومحتسباً وفي كل زيارة نقوم بها له في المستشفى يقول أنا طيب- ولله الحمد- بس شوي كحة.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى يا حيّ يا قيوم.
عمي- رحمه الله- أو كما نحب أن نناديه (أبا خالد) حياته كلها كفاح علمته الصبر والجلد، خرج بابا خالد من الرس مسقط رأسه وهو شاب يافع وتنقل من مدينة إلى أخرى طلباً للرزق سافر إلى مكة المكرمة والطائف ثم الظفير، بقي فيها عدة سنين ولكن هزه الشوق والحنين إلى نجد فسكن مدينة الخرج، وفيها آنذاك ما يسمونه المشروع (مشروع الخرج) وإدارة ذلك المشروع إدارة أمريكية، عمل- رحمه الله- في المشروع واؤتمن على بعض ما يخص هذا المشروع، وكان المدير أمريكيا اسمه سام لوغن (samlogem) ونحن لا يخفانا أن الأمريكان يهمهم في الدرجة الأولى الإخلاص والاجتهاد في العمل وأعجبهم بابا خالد- رحمه الله- بأمانته التي شهد له بها جميع من عمل معهم فأعطاه شهادة يشكره على أمانته وكتب فيها (أنه أمين فوق العادة) هذا قبل قرابة الخمسين عاماً.
ونتيجة لحب بابا خالد- رحمه الله- للعلم اضطر إلى ترك الخرج واستقر به المقام في الرياض لتوفر المدارس والجامعات في ذلك الوقت، والحمد لله حمداً كثيراً تحقق له ما كان يرنو إليه فأصبح من أولاده رجل الأعمال الناجح والطبيب المخترع والمهندس والضابط وأيضاً بناته- رحمه الله- نلن من العلم الشيء الوفير.
كما يحرص- رحمه الله- على اجتماعنا نحن زوجات أبنائه وبناته وأحفاده ويقول- رحمه الله- أفرح باجتماعكم كفرحي بقدوم الضيف.
يحبه- رحمه الله- كل من قابله له ابتسامة لا تفارق محياه حتى وهو على فراش المرض، صاحب وجه بشوش يشع بياضاً ونوراً من قوة الإيمان.
رحمك الله يا بابا خالد رحمة واسعة.
الموت يا مال فرقا العين
ياما خذا الموت من غالي
ياخذ على واحدٍ واثنين
لين الحق الأول التالي
موضي بنت عبدالرحمن السليمان الوهيبي - ابنتك (زوجة ابنك)