|
الجزيرة - محليات:
في اليوم الثاني من الاحتفال باليوم العالمي للتراث (إرث الماضي للحاضر)، اتخذت ورش العمل منحى عملياً في الحديث عن التراث العمراني الذي تنعم به المملكة والذي يعود إلى حضارات كثيرة مرت على المنطقة، وكذلك حول الآثار التي تكتشف يوماً بعد يوم، والتي يعود بعضها إلى العصر الحجري ومنه إلى عصور موغلة في القدم، أبرزت أهمية موقع المملكة المركزي بالنسبة للحضارات التي إستقرت في جميع البلدان المجاورة وفي مناطق مختلفة ومتنوعة من المملكة.
وقد شبّه الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، نائب الرئيس لقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، في الجلسة التي حملت عنوان «البعد الحضاري للتراث في المملكة»، شبه المملكة العربية السعودية اليوم بمصر القرن التاسع عشر لناحية الاكتشافات الأثرية الناتجة عن التنقيب المستمر من قبل فرق تنقيب أوروبية وسعودية. واعتبر أن هذه الاكتشافات تؤكد المكانة الكبيرة التي تبوأتها المملكة على مرّ العصور.
كما أشار إلى أن التراث لا ينحصر فقط فيما صنعه البشر بل أيضا في التراث الطبيعي وهو من صنع الله.
ثم عرض المشاركون في الجلسة الإنجازات التي تقدمها مؤسساتهم على مستوى التراث الوطني، وكانت البداية مع المدير التنفيذي لجمعية الحفاظ على التراث الدكتورة مها بنت عبدالله السنان، التي شرحت عمل الجمعية، والمهام الملقاة على عاتقها والبرامج التدريبية والتطوعية التي تتوجه إلى الشباب السعودي من أجل الإهتمام بالتراث والعودة الى الجذور. أما الدكتور حسين بن علي ابو الحسن نائب الرئيس المساعد لقطاع الآثار والمتاحف، فقد قدّم شرحاً تفصيلياً حول المكتشفات الجديدة على صعيد الآثار، وكذلك عرض للأعمال التي تقام في المدن القديمة التي تسمى مدن القوافل، ومنها دومة ومدائن صالح وتيماء وثاج وقرية عاصمة مملكة كندة، وشرح بالتفصيل المشاريع التي تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار من أجل الحفاظ على هذه المدن وترميمها وجعلها مدائن سياحية واثرية تكون علامة على إهتمام المملكة بالآثار وبتراثها القديم.
أما الأستاذ فؤاد الذرمان، مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، الذي تقوم أرمكو السعودية بإنشائه في الظهران، فقد قدم عرضاً تحدث فيه عن الدور الذي يعمل المركز على تقديمه على صعيد دعم التراث والذي هو سعي من أرامكو السعودية للمساهمة في التنمية الوطنية والثقافية وبناء تراث المستقبل. وعرض لمشاريع المركز على هذا الصعيد ومن أبرزها التصميم الهندسي للمركز نفسه المستقى من فكرة صخور عملاقة متراصة مستوحاة من الطبيعة الجيولوجية للمنطقة ولكن بشكل تقني ومبتكر، وقد وصف المركز بانه سيكون محفّزالبيئة ابداعية ومعرفية ملهمة. وقد إلتقينا بالأستاذ الذرمان على هامش الملتقى ليخبرنا بمزيد من التفصيل عن دور المركز في موضوع دعم المشاريع التراثية في المملكة العربية السعودية.