الجماعة الخواجات عليهم (طلعات غريبة), فالدراسات تؤكِّد أن شعورهم (بالوحدة) في المجتمع المدني المتطور جعلهم عرضة للقلق وارتفاع ضغط الدم، تتبع أخبارهم أيضاً أصابني (شخصياً) بذات الأعراض، إضافة إلى السمنة وتجاعيد الوجه، والقهر.. (وآه يا لحسرة)؟!
كيف لا، وأنا أقدم رجلاً وأؤخر الثانية، للتفكير في زيارة طبيب تجميل، لمعرفة ما يمكن إصلاحه من عوامل التعرية في وجهي، (فالدهر) لا يرحم يا إخوان؟!
واللي يرفع الضغط أكثر خبر كالذي نشرته (نيويورك ديلي) أمس الأول تقول فيه: إن المزيون (سمسم) بات جاهزاً للتبني، بعد أن خضع لعملية (شدّ وجه) أعادت له جماله، وخلّصته من التجاعيد التي كانت تغطي وجهه!
ما أصابني (بالقهر) أن سمسم ليس سوى (كلب مشرَّد)! كانت التجاعيد تغطي أذنيه وعينيه، لتعتني به جمعية في مدينة (سان أنطونيو)، وتبحث الآن له عن شخص يشعر بالوحدة ليعيش (سمسم) معه بقية حياته؟!
الشعور بالوحدة يضرب في المجتمعات من (الغرب إلى الشرق)، فقبل أسبوع تم تطرح (معطف الحضن) الياباني في الأسواق، هذا الابتكار الذي قدَّمه طلاب جامعة (تسوكوبا)، وسبق أن كتبت عنه قبل (سنة تقريباً)، وقد تم تطوير (النسخة الجديدة) وإضافة صوت لها، ومؤثِّرات تشعر من يرتديه بأن هناك من يعانقه ويتأسف له، ويعتذر عن ما بدر منه من أخطاء تجاهه، ويعده بعدم تكرارها..!
مع أن (العقل الياباني) ليس في حاجه لشهادتي، لكن (أهل العقول) في راحة؟! الناس في (الغرب والشرق) باتت تبحث عن الشعور الحميمي والألفة والإحساس بالقرب حتى لو (بالكذب والخيال)، يبدو أن هناك (جوعاً عاطفياً) يفتك بالبشرية في المجتمعات المتقدِّمة (اللَّهم لا شماته)!
دليل آخر كشف عنه في (سويسرا) أمس الأول، وهو إمكانية العيش مع (أصدقاء من الخيال) في فيينا؟! الفكرة ببساطة: تمكن الشخص من اختيار (شخصية) رياضية أو فنية أو حتى مضيفة طيران ليتخيَّل أنها تشاركه الحياة في فيينا، وتقاسمه منزله؟!
القضية مجرد (خيال في خيال)، كل هذا من أجل القضاء على الوحدة!
السؤال: ماذا عن (ثقافتنا) المحلية؟! تصرفات شبابنا؟! مكالماتهم؟! هل في حياتنا بالجملة صور من (الخيال) أو الكذب العاطفي؟! هل هناك من يهتم أو يعالج هذه الآثار؟!
لن تستطيع الإجابة على هذا السؤال إلا إذا كنت وحيداً..!
وعلى دروب لخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com