|
من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال
في قديم الزمان كان هناك رجل عجوز وعنده سبعة أولاد، يسكنون في قرية عند سفح جبل على ساحل بحر واسع. وكان جميع هؤلاء الأولاد يتمتعون بأشكال حسنة وأجسام قوية. وأكبرهم يدعى العملاق، والثاني مثير الرياح والثالث الرجل الحديدي، والرابع مقاوم الحرارة، والخامس طويل الساقين، والسادس ضخم القدمين، والسابع كبير الفم.
وذات يوم قال العجوز لأبنائه السبعة:
- إن الواقع هنا غير ملائم انظروا! إلى الغرب منا جبل عال، إلى الشرق بحر، فلا يمكننا أبداً أن نتجول كما نريد، لذلك عليكم أن تزيحوا الجبل والبحر إلى مكان آخر.
وعلى الفور خرج الأبناء السبعة لتأدية المهمة، وعند خرج العجوز ليرى ما فعلوه وجد أن الجبل والبحر قد أزيلا وأصبح المكان من حوله وعلى مسافة بعيدة عبارة عن امتداد واسع من أرض خصبة لا قاسية ولا رخوة ولا جافة ولا رطبة فقال العجوز لأبنائه:
- إن قطعة أرض جيدة كهذه لا يمكن أن تترك قاحلة ازرعوا فيها الحبوب وهكذا انطلق الأبناء إلى العمل.
ونمت المزروعات نموا جيدا في هذه الأرض الخصبة وانتصب القمح الناضج أصفر عالياً، وكانت الذرة الرفيعة حسنة الشكل وممتلئة وسر العجوز وأبناؤه السبعة سروراً عظيماً.
ولكن من كان يظن أن هذا سيجلب لهم الشقاء؟ فقد سمع الإمبراطور بقطعة الأرض هذه وأراد أن ينتزعها منهم! فأرسلوا وزيراً يحمل مرسوماً إمبراطورياً يطلب فيه ضريبة مرتفعة.
فاضطرب العجوز اضطراباً شديداً، وقال متنهداً:
- يا أبنائي! إنها النهاية نهاية كل سعادة بالنسبة لنا إن خزينة الإمبراطور عبارة عن بئر جافة لا يمكن ملؤها أبدا فبمجرد بدئنا بدفع الضريبة سنصبح بهائم عنده مدى الحياة.
فغضب الأشقاء غضباً شديداً وقالوا:
- لا داعي للقلق يا أبانا، سنذهب إلى العاصمة للجدال مع الإمبراطور ورأى الجنرال المسؤول عن حراسة بوابة العاصمة الأبناء الضخام قادمين قبل أن يصلوها فاستبد به الخوف وأمر بإنزال القضبان الحديدية الكبيرة وبوضع القفل الضخم، ثم اختبأ داخل برج البوابة وعندما وصلوا البوابة صاح الابن الأكبر العملاق بصوت عال:
- افتحوا البوابة! لقد جئنا نحن السبعة إلى العاصمة للجدال مع الإمبراطور فأجاب الجنرال وهو يرتجف داخل البرج:
- كيف يمكن للريفيين مثلكم أن يجادلوا الإمبراطور؟!
فغضب العملاق من هذا الموقف ثم مد يده ودفع البوابة دفعة واحدة، فانهارت هي والبرج وتصاعد الغبار إلى السماء وتدحرجت الحجارة والحصى وتهشم الجنرال تحت الأنقاض.
ودخل الأشقاء العاصمة، ثم وصلوا البوابة الداخلية التي أغلقت كذلك إغلاقاً محكماً. فقال الابن الثاني مثير الرياح:
- استرح قليلاً أيها الأخ الكبير. أنا سأتدبر أمر هذه البوابة.
وصاح بأعلى صوته:
- افتحوا البوابة! لقد جئنا نحن السبعة إلى العاصمة للجدال مع الإمبراطور.
وصاح بذلك عدة مرات، ولكن لم يجبه أحد. فغضب وأخذ يزفر. ومع أول زفرة له انهارت البوابة الداخلية والعمودان الحجريان المنحوتان على شكل تنانين، اللذان يدعمانها.
وسيطر الرعب على جميع أفراد الحاشية فلم يجرؤ أي منهم على الخروج لإيقافهم. لذلك وصل الأشقاء السبعة إلى العرش وهناك قال الابن الثالث الرجل الحديدي:
- أيها الأخ الثاني استرح الآن بعض الوقت، ودعني أجادل الإمبراطور.
وما أن اقترب الابن الثالث حتى شحب وجه الإمبراطور وأمر في عجلة صائحاً:
- كيف يتجرأ ريفي على محاولة الجدال مع الإمبراطور؟ خذوه بسرعة واقطعوا رأسه.
فقال الرجل الحديدي ضاحكاً:
- حاول! خذ ذراعي أولاً.
ومد ذراعه نحو أحد الجنرالات، وبالمصادفة لمس بحركته هذه طرف سيف الجنرال اللامع، فانطلق الشرر منه وطحطح هذا السيف إلى قطع صغيرة عديمة الخلفية.
ولما لم يكن بمقدور الإمبراطور أن يقتل الأشقاء السبعة، فقد أمر رجاله أن يحرقوهم جميعاً.
ومع صدور هذا الأمر انطلقت الكرات النارية تتدحرج إلى الأشقاء، والدخان يتصاعد منها على نحو كثيف. فقال الابن الرابع مقاوم الحرارة:
- استريحوا قليلاً أيها الأشقاء، أنا سأتدبر هذا الأمر.
ثم وضع إحدى قدميه على الكرة النارية وقال ضاحكاً:
- ما زلت أشعر بالبرد! إن هذه النار ضئيلة جداً!
فأحس الإمبراطور بالرعب ثانية، وأمر جنوده أن يلقوا هؤلاء الأشقاء في البحر ويغرقوهم.
فقال الابن الخامس الطويل الساقين:
- لا حاجة إلى أخذي، فأنا أتشوق إلى حمام.
وخطا خطوات واسعة فوصل البحر في لحظة، ولكن مياه البحر لم تصل إلا كاحليه. فقال هازا رأسه:
- إن هذه المياه ضحلة جدا. ومن المستحيل أن آخذ حماما هنا، ولكن يمكنني أن ألتقط بعض الأسماك ما دمت موجوداً هنا.
ثم انحنى وبدأ يلقي على الشاطئ أسماكاً من جميع أنواعها وأحجامها طولها عشر أقدام ومائة قدم وحتى ألف قدم، فتكومت كلها خلفه كأنها تله.
وانتظره أشقاؤه، ولكنه لم يعد. لذلك قال الابن السادس الضخم القدمين:
- سأذهب لأحضره.
وبخطوة واحدة وصل إليه، وقال:
- أيها الأخ الخامس! إننا لم ننه مهمتنا بعد. فلماذا تصطاد السمك؟
وقال الابن السابع الكبير الفم الذي فقد صبره:
- لا داعي للجدال مع الإمبراطور! لو كان إنساناً متعقلاً لما كان إمبراطوراً!
ولم يتحمل أن يزعج نفسه بالحديث مع أشقائه حول ذلك، بل ذهب إلى الشاطئ وفتح فمه وشرب كل مياه البحر في شربة واحدة. ثم عاد إلى البلاط الإمبراطوري وفتح فمه ثانية، فغمر الماء المندفع من فمه القصر بأمواج متلاطمة أسقطت الأسوار وأغرقت الإمبراطور وحاشيته وموظفيه وعساكره.
***
رسوم:
1 - إبراهيم سليمان أحمد 13 سنة
2 - زين العابدين حسين 11 سنة.
3 - عبد الله سعد الباجلاتي 9 سنوات.
4 - توفيق أحمد أبو دية 10 سنوات.
5 - فادي علي العليان 10 سنوات.
6 - يزن علي إبراهيم 10 سنوات.
7 - رامز ماهر شعث 10 سنوات.