أبريل (شهر الكذب) إن جاز لنا التعبير، لأنه يبدأ (بكذبة) كعُرف عالمي، ولا أدري لماذا أتذكر دوماً في أبريل صفقة شراء (الأهرامات وأبو الهول) الحُلم الذي كاد أن يحققه حسينوه، وشقيقه سعد, في مسلسل (درب الزلق)؟!
معجزات وأحلام الشاشة الخليجية والعربية في (السبعينات الميلادية) بنقل الأهرامات إلى الخليج كادت أن تتجدد في هذا العصر، فصفقة شراء (الأهرامات) أو استئجارها، من أجل تطويرها كمنطقة جذب سياحي، قضية خرجت بها بعض وسائل الإعلام في الأشهر الماضية، وسرعان ما تم نفي صحتها، ورفض الفكرة جملةً وتفصيلا!
ونحن هنا نعتز (بمصر الشقيقة) وبحضارتها العريقة، ولكن لأن (الشيء بالشيء يُذكر) فمن محاسن شهر (أبريل)، أنه بمجرد اجتماع (أي صديقين) أو (زميلين) من مصر والسودان، فإنني دائماً و(بحسن نيَّة) ما أطرح السؤال البريء التالي: يا إخوان هل الفراعنة مصريون أم سودانيون؟! لأنني قرأت معلومات حديثة متناقضة، ودراسات حديثة واكتشافات مهمة؟!
وهنا (عينك ما تشوف إلا النور) فالنقاش يتم على طريقة عادل إمام ( آه.. وقعوا في بعض)؟!
والسبب أن غير مؤرِّخ (سامحه الله) قال بأن اكتشافات أثرية قامت بها بعثات علمية ألمانية وبريطانية في منطقة (مروي) شمال السودان، أثبتت أن الحضارة الفرعونية بدأت من هذه المنطقة الضاربة في جذور التأريخ؟! ودليل هؤلاء هو اكتشافات (أثرية هامة) نقلها بعض المؤرِّخين السودانيين عن البعثات العلمية الغربية، بعد أن تثبت بالدليل العلمي القاطع أن هذه المنطقة هي (مهد الحضارة الفرعونية)! بمعني أن الفراعنة خرجوا من السودان تجاه مصر؟!
بكل تأكيد يأتي دوري هنا (لتهدئة الأوضاع) بين الأشقاء، لمحاولة لم الشمل العربي (المبعثر) بسبب اكتشافات البعثات العلمية الغربية!
وما إن تخف حدة النقاش بين الشقيقين، حتى أذكّر بخطورة (المؤامرات) مجدداً، وأنه قديماً كانت (مصر والسودان) بلداً واحداً، وأن لا معنى لما يطالب به بعض المؤرّخين السودانيين بضرورة الاعتراف (بالحق السوداني) المهدر طوال الثلاثة القرون الماضية!
وبالمقابل لا مانع من التذكير أيضاً أن الملك الفرعوني (مينا) كان يحكم المنطقة بكاملها..!
السؤال المُحيِّر طالما أن في السودان (أهرامات) وأثاراً فرعونية بحسب الدراسات، لماذا لا يتم تجديدها (بطريقة عصرية) لجذب السياح، أو على الأقل استثمارها..؟!
تحت شعار (أهرامات السودان) هذه المرة؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com