الإنسان حيث يكون يرغب في الحياة الوديعة، الخالية من القلق, والاستبداد, والظلم، والحجر, والعدوان..
الإنسان حيث يكون، يحب أن يتناغم مع عصافير الشجر..، ويحلِّق مع طيور الفضاء.., ويتأمل فسحة الماء.., ومنافات الشجر..
الإنسان حيث يكون, يريد أن ينام هادئاً..، ويستيقظ مطمئناً..، ويمشي على الأرض في أمان..، لا يتوجس غيلة..، ولا يتوقّع غدراً..
الإنسان حيث يكون، يعلم بأن البشر يختلفون..، تجمعهم رغبة العيش..، ومضمار العمل..، وتختلف بهم مسارات التفكير..، وطرق الاتجاهات..
غير أنه الإنسان هذا, يدرك أن الاختلاف لا يعني الخلاف.., ولا ينبغي أن يؤدي إلى المقاتلة.., والمحاربة.., والمنابزة.., والسطو..
كما لا يعني سرقة الراحة من النفس..، والجمال من العين..، والفضاء الممتد بالأحلام..!
فكل صدر مليء بأحلامه.., وكل رأس مليء بأفكاره..
لكن الحياة للجميع..!
ولا ينبغي أن تُفهم أنها لأناس فيها دون آخرين..،
وليست للحرب.., والقتل..، والنهب ..والتسلّط..
فالإنسان حقُّ له أن يفرح...
كما واجبٌ عليه أن يمنح..
لكن الإنسان مريض.., وأدواؤه تنتشر مع الهواء, وتنتقل مع الومضة..
لذا فالإنسان فينا..، هنا..، في هذه البقعة من العالم، قد تعرض لأمراض هذا الإنسان يوم أن فزعنا ونحن نيام, واعتديَ علينا ونحن في أمان.., ودمر من مبانينا والناس تعمل فيها, ونال منا الفقد ونحن في سلام, وخسرنا كثيراً من مقدراتنا في حين كان الإنسان ينام قرير العين في بيته, آمن الباب وهو على مصراعيه.. نالنا من مرض الإنسان شيء كثير..
الآن هذا الإنسان هنا، يألم لما تمر به كل بقع الأرض في العالم من فزع..، واعتداء.., وتفجير, وقتل.., حين يُؤخذ الإنسان الذي هناك على غرة كما أخذنا.., فيفزع لانتهاك راحته..، وتشطير هدوئه.., وتوجس قلقه.., وارتباك أمنه.!!..
أجل إنساننا يشعر بالآخر, ويألم للآخر..
أحلم بدنيا مثالية على الأرض كل الأرض..
ضاربة في الأحلام..
متجاسرة على الظلام..
خالية من الأمراض..
وبإنسان في مأمن من الإنسان فيها..!!
فلمَ لا يكون العالم قرية آمنة.., حتى يقضي الله بأمره, حين تطوى كطي السجل..؟
ربما هو حلم يفوق الحقيقة..،
ويتخطى بأجنحته واقع الإنسان وأرضيته...!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855