|
الجزيرة – منصور عثمان – سعود الشيباني / تصوير – عبدالله المسعود:
في الجزء الثاني من جولتنا كان مركز المهدف هو نقطة الانطلاق نحو تكملة الرحلة بتخوم الحد الجنوبي، بداية أكد لنا قائد المركز الملازم أول مفرح أحمد عسيري بأن جهود رجال حرس الحدود بهذا المركز تثمر يوميا بالقبض على ما يقارب (300) متسلل ومهرب يحملون شرورهم لتدمير مكتسبات ومقدرات الوطن لكن يقظة رجال حرس الحدود بهذا الركن القصي من البلاد لهم بالمرصاد، حيث يتم ضبطهم وردعهم وعرضهم على جهاز البصمة ونجد منهم الاعداد الكبيرة من المطلوبين في قضايا مختلفة.
البصمة تطيح بمطلوبين أمنياً
ومن اجل سرعة إنهاء إجراءات ترحيل جميع من يدخلون للوطن بطرق مخالفة، وكذلك التأكد من الوضع الأمني لأي شخص فقد تم توفير جهاز البصمة منذ ثلاثة أعوام وستة أشهر بقطاع المهدف، حيث تم توفير سيارة أمنية بها جهاز البصمة ومرتبط الجهاز بمركزالمعلومات بوزارة الداخلية عبر الأقمار الصناعية وبعد تصوير الشخص واخذ بصماته تردهم المعلومات خلال مدة لا تتجاوز (20) ثانية.
واكتشفت البصمة العديد من القضايا التي تورطت بها عمالة أجنبية او سعوديين. ورصدت «الجزيرة» قيام رجال أمن حرس الحدود باخذ بصمات المتسللين، وتم ضبط (80) متسللا و(48) متسللة من بينهم عشرة اطفال غالبيتهم من الجنسية الاثيوبية.
بينما تحدث لنا عدد من المتسللين الاثيوبيين الذين اكدوا انهم يدفعون 15 الف ريال، من بلادهم وحتى وصولهم لمنطقة مكة المكرمة او الرياض او المدينة اوجدة، حيث تعد هذه المدن اولى اهتمامات المتسللين من جميع الجنسيات لوجود فرص عمل بشكل كبير. كما التقينا بمهرب يمني تم القبض عليه من قبل فرق حرس الحدود لحظة تجاوزة الحد مع صلاة الظهر ظنا منه ان هذا الوقت مناسبا له للانفلات من قبضة حرس الحدود لكن بعكس ما يريد تم القبض عليه متلسبا بحوزته مخدرات.
وقال المهرب أحمد يحيى دخلت السعودية ثلاث مرات متسللاً وفي كل مره يتم القبض علي بعد تجاوزي الحد وممارستي بعض الاعمال، حيث اطول مدة مكثتها (9) أشهر واقصرها ثلاثة أشهر وقررت ان اقوم بتهريب كمية من الحشيش بهدف بيعها والعودة لوطني سريعا، حيث تم الاتفاق مع أشخاص على ان احمل (40) بلاطة مقابل (500) ريال عن كل كيلو وحملها بمسافة لا تتجاوز (4) كيلومترات ولكن بعد دخولي بمسافة تقدر بـ(400) متر تم القبض علي ولم استطع الفرار.
إتلاف القات بالديزل
يعد القات من المواد المخدرة والتي تدخل حدود الوطن بشكل يومي يقدر بـ (6- 12) طن فيما يتم اتلافه بشكل فوري بعد سكب كمية من الديزل عليه ونقله بعد ذلك لمكب خاص وبعيدا عن القرى والمزارع.
بعد ذلك مررنا في طريق جولة وفد «الجزيرة» بجبل دخان والذي شهد مواجهات مسلحة بين القوات المسلحة والحوثيين بعد هجومهم المسلح على حرس الحدود وقتلهم اربعة من الحرس فيما شاهد الوفد أماكن تواجد الحوثيين كما يصنف جبل دخان بان اكثر شهداء حرس الحدود به حيث بلغ عددهم 23 شهيدا فيما سيتم وضع لوحة الشهداء تخليدا لذكراهم الطاهرة ووفاء من زملائهم الذين يتذكرون مواقف زملائهم البطولية.
حيث سوف يتم أنشاء مبنى متكامل الخدمات بأعلى قمة في جبل دخان مكون من دورين وسكن للمرابطين على نقطة الجبل ومقر للضيافة ويقدر ارتفاع الجبل عن مستوى سطح البحر بـ (3) كيلومترات.
وفي اتجاهنا صوب جبل دخان حيث وعورة الطريق ومشقة الجبالاتجهنا صوب قرية العمرة بالخوبة شاهدنا عدد كبير من المنازل التي أخليت من سكانها بعد ان تعرضت لهجوم مسلح من قبل عناصر الحوثيين وتم اخلائها من السكان حرصا من الدولة على ارواح ابناء الوطن بايجاد وحدات سكنية أمر بها خادم الحرمين الشريفين وقتها وبمقر قطاع الخوبة كان في استقبالنا العميد عبدالجابر بن عبدالله الحميدي والذي اكد تصدي دوريات حرس الحدود للعديد من عمليات التسلل والتهريب، مشيرا الى ان غالبية الممنوعات المهربة تتمثل في القات ثم الحشيش والأسلحة ومواد نفسية والأغنام.
وقال العميد الحميدي حسب متابعتنا لجنسيات المتسللين والمهربين ظهرت خلال العاميين الماضيين بعض الجنسيات منها الجنسية المغربية والسورية والنيبالية.
وشاهد وفد الجزيرة اخلاء عدد من القرى الحدودية بعد ترسيمها، حيث تم اخلاء (96) قرية وتعويضهم باراضي في مواقع بعيدة عن الحدود بهدف تحرك دوريات حرس الحدود وسرعة القبض على من يتجاوز الحد . وبعد قضاء فترة راحة لم تتجاوز الساعة تخللها وجبة غداء وجولة على المضبوطات التي نجح القطاع في ضبطها خلال فترة (48) ساعة ماضية، حيث تم القبض على مهرب وبحوزته رشاش و(60) طلقة نارية بعد محاولته تهريب (60) كيلو من الحشيش المخدر للمملكة. كما تم احباط تهريب (24) بلاطة مع مهرب مسلح بحوزته مسدس، كذلك نجحت الكاميرات الحرارية وخلال بداية العام من احباط عملية تهريب لـ(400) مهرب من عدة جنسيات ضبط بحوزتهم (2) طن حشيش بعضها وقع بها عمليات اطلاق نار واستشهد اثنين من رجال حرس الحدود والعديد من المصابين.
بعدها توجهنا لقطاع العارضة مركز ابو سبيلة، حيث تمتاز بارتفاعات جبلية ويكثر بها العديد من المتسللين والمهربين ولا تخلو من عمليات اطلاق نار مع عصابات المخدرات.
مواجهات البحر الخطيرة
وفي اليوم الثاني من الرحلة عدنا لمقر الضيافة بعد مضي قرابة (12) ساعة من العمل المتواصل، حيث كان هدفنا هذه المرة البحر بقطاع الموسم وكان في استقبالنا قائد قطاع الموسم العميد علي بن ظافر القحطاني والذي اكد لوفد الجزيرة ان جهودهم لا تقل اهمية عن رصفائهم بجبل دخان والجبال الاخرى، حيث يستهدف البحر بشكل كبير من المهربين بهدف التضليل على حرس الحدود ولكن جهود رجاله المخلصين بددت احلام عصابات المخدرات والاسلحة، مؤكدا تعرض حرس الحدود لعمليات مقاومة شرسة مع العصابات.. وبالفعل شهدت «الجزيرة» في جولتها على قطاع الموسم مواجهات مسلحة مع مهربين.
ويواجه رجال حرس الحدود مواقف صعبة للغاية وخاصة مع تقلبات الجو، حيث يحتاطون لتغيرات الجو المفاجئة مما يستدعي ذلك الحرص ومواصلة حماية الحدود من بعض المهربين الذي يستغلون الظروف الجوية للمغامرة بالتهريب.
وتساهم وسائل التقنية الحديثة في مراقبة حدود الوطن، فيما توجد وسائط جديدة لملاحقة المهربين واعتراضهم والتصدي لهم، حيث توجد وحدة كاملة متخصصة بالقطاع البحري كما يوجد (2) ارصفة والثالث تحت الانشاء و(13) وسائط اعتراضية منها (8) امتار وستة امتار.. ذات سرعة عالية ويمكن لها في ثوان التصدي لمن يحاول اختراق الحدود بطرق غير مشروعة.
كما تساهم دوريات البحرية في انقاذ السفن وحماية أي سفينة تحتاج للمساعدة حيث يمكن لنا مساعدة سفن اجنبية وصديقة وحدودية في حال وصلتنا نداءات استغاثة ويحدث ذلك كثيرا.
كما يوجد مرسى للصيادين ويتم تفتيشها لحظة المغادرة والقدوم لدواعي أمنية وفق آلية سريعة بهدف حماية أمننا وأمن غيرنا. كما يوجد رصيف لكل متعهد وتوجد ثلاث بواخر أمر بها خادم الحرمين الشريفين لقاطني وسواح جزيرة فرسان.
وقال العميد القحطاني هناك مكافأة لجميع المشاركين في عمليات المقاومة للمسلحين سواء لمن يتم القبض عليهم داخل البحر او البر بهدف تشجيع رجال الأمن على سرعة التدخل والتصدي لمن يحاول العبث بأمن الوطن.
96 جزيرة بحرية تنتظر رجال الأعمال
وعند الساعة العاشرة تم نقل الوفد عبر زوارق لحرس الحدود ورافقنا في الجولة البحرية قائد الوحدات البحرية العقيد سعيد بن علي القحطاني والملازم أول مشاري أحمد آل سند قائد واسطة اعتراضية في جولة استمرت قرابة (4) ساعات بالبحر حيث يوجد (96) جزيرة لم تستثمر منها الا جزيرة فرسان و(5) جزر لوضع نقاط أمنية تابعة لحرس الحدود واثنتين يستفيد منها الصيادون كاستراحات اما البقية فلم تستثمر نهائيا.
وقال العقيد القحطاني نمارس نشاطنا البحري خلال الاربع وعشرين ساعة ونتلقى معلومات عن رصد المهربين عبر الكاميرات او الدرابيل او معلومات استخباراتية، حيث تساهم جهود الاستخبارات في (90%) من المضبوطات تعود لتمريرهم لنا معلومات بعض هذه المعلومات ترصد من مصادر خارج الوطن.
وبين العقيد القحطاني ان وسائط المهربين تتم مصادرتها وفق الأنظمة. ولا يتوقف دور حرس الحدود على حماية البحر من المتسللين والمهربين فقط بل يمتد لمنح الصيادين رخصة صيد ورخصة قيادة ومتابعتهم في حالة تأخرهم عن الوقت المحدد يتم إرسال فرق بحث لمعرفة اسباب التأخير، حيث يحصل عطب احيانا لوسائطهم او يضلوا الطريق خاصة في حالة تغير المناخ.
3 فئات رخص يمنحها قطاع الموسم
يعكف رجال حرس الحدود في تسخير كافة الوسائل لتسهيل مهام المواطنين الذين يطالبون برخص صيد أو نزه او راجلة، حيث يتم وفق انظمة حرس الحدود والزراعة بسرعة إنجاز مطالب من يرغب الاستفادة من ثروات البحر وفق الانظمة.
وشاهد وفد «الجزيرة» قسم مخصص لمنح التصاريح، حيث يتم منح يوميا 233 رخصة تنزه و137 رخصة صيد و96 قارباً للتنزه في قطاع الموسم.. وفي اطار اهتمام قطاع الموسم وضع شاشات عرض لتوجيه المواطنين بمخاطر بعض الأماكن البحرية والتي لا يسمح للصيد او السباحة بها لخطورتها.
(الجزء القادم على قطاع الدائر ليلا)