في حرب المخدرات غالبا ما يذهب لمداهمة المصدر، مراقبة المهربين والمروجين والصناعين والبائعين والزارعين هو الهدف قبل المستخدم النهائي.
والنجاح المعلن دائما هو في الكشف عن كميات من المخدرات قبل وصولها للسوق، القبض على المستخدم ليس إنجازاً لكنه حماية له، ومن ثم معالجته وتوعيته، إضافة إلى حملات معلنة وشرعية للحد من استخدام المخدرات إلى أقل الممكن.
الأسبوع الماضي مكافحة “المخدرات” تقبض على مروج سعودي ستيني بعفيف.
عرف عنه بيع الحبوب المخدره للمراهقين، وكشف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشئون الوقائية الأستاذ عبدالإله الشريف عبر حسابه في تويتر، بأن مكافحة المخدرات بعفيف ألقت القبض على مروج ستيني سعودي الجنسية، وبحوزته كمية من الحبوب المحظورة. حيث كان المروج ينتظر أحد زبائنه من الشباب المراهقين، كما اشتهر باصطياد صغار السن..!
الشريف قال “إن المملكة تضبط خلال عامين 166 كجم هيروين نقي، و66 طن حشيش و123 مليون قرص كبتاجون، وهذه الكميات الكبيرة لاشك أن خلفها عصابات تحاول بشتى الطرق تسريب سمومها إلى بلادنا، وتدمير عقول أبنائنا”..
المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية، تقدم مكافآت وحوافز مادية مغرية للمبلغين عن قضايا المخدرات أو الذين يقدمون أي معلومات تمكن أجهزة مكافحة المخدرات من ضبط مهربي ومروجي المخدرات.
المبلّغ أو المتعاون في حال تقديمه أي معلومة تمكنهم من ضبط مهربي ومروجي المواد المخدرة تتم مكافأته بواقع 50% من المكافأة النظامية المستحقة له من الدولة بموجب القرار الوزاري و50% للفرقة القابضة.
في السعودية حقق حكم الإعدام للمروج للمخدرات والذي يطالعك دائما عند السفر من والى المملكة حقق نتائج جيدة للحد من المخدرات، وهناك جهد هائل تبذله الدولة وجمعيات أهلية للتوعية بأضرار المخدرات، ويوجد في السعودية هيئة لمكافحة المخدرات رئيسها بمرتبة وزير!
تجربة الحرب على المخدرات مهم الاستفادة منها في مسيرة الحرب على الإرهاب، وذلك بالذهاب للمصدر، مصدر الفكر الإرهابي والمبررين له والمسوقين له وصناعه بشكل مباشر أو غير مباشر، هو الحاجة الضرورية اليوم للقضاء على الفكر المتشدد في مجتمعنا والوقاية الفعلية لنتائجه المتوقعة قبل حدوثها.
لايكفي القبض على مفجر أو مخرب أو إرهابي فقد يكون ضحية تافهة وجاهلة، ومظلل به- إنما الذهاب للمروجين للأفكار المتطرفة والعنيفة المعادية للمجتمع والإنسانية والمبررين للعنف والقتل هو الأهم والأمل.
خصوصا -والغريب أيضا- أن مروجي فكر العداء للإنسانية والعنف والإرهاب والكراهية يمارسون عملهم الخطر علانية في مواقع مكشوفة ومعروفة ومنابر عامة، بل إن البعض من دعاة الكراهية معروفين وموسمين.
أقول قولي هذا، بعد الحديث الواضح والبسيط والموجز والعميق جدا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمفتي ولعدد من العلماء.
منوهاً أيده الله بتكاتف جميع أبناء الوطن ووحدة صفهم.قال الملك موجه حديثه للمفتي:
هناك من يغرر بالشباب، وهذا الأمر ودك يصير فيه حكم -طال عمرك- ما هو فقط سجن، الذي يريد أن يغرر بأطفال الناس ويجعلهم يروحون، الله يكفينا شرهم.
وأضاف الملك “أما الذين يأتون للتغرير بالأطفال فودك أن يحكم عليهم حكماً أكبر مما يحكم عليهم الآن، فهم غرروا بأطفالنا، فمنهم من قتل ومنهم من حبس.
وصدق الملك وأوجز، هذا هو الحل بكل شفافية ووضوح، وهنا تحول مهم لمحاربة الإرهاب وأهله، أعداء المجتمع والإنسانية، حرب المصدر وكشفه هو الأهم اليوم، تجفيف المنابع الفكرية التي تروج له سيكون الضربة الأقوى في حرب الإرهاب المستمرة، والتي ستستمر أيضا- لكن تضييق الخناق عليها كما يحدث مع المخدرات يحتاج إلى أحكام مشددة تصل إلى مستوى حكم المروجين والمتاجرين بالمخدرات، حيث مروجي فكر العنف والكراهية والعنف هم أخطر على المجتمع والأمة من غيرهم دون استثناء، وحربهم واجب والغلظة في العقوبة أصبحت ضرورة.