تلقيت رسالة إلكترونية من مدير المدرسة الحكومية التي يدرس بها ابني مبديا رغبته في مقابلتي لمناقشة موضوع يتعلق بابني، أرفق المدير مع رسالته ملفا يحوي معلومات كاملة عن المدرسة وبرامجها التعليمية، وأسماء معلمي ابني وسبل التواصل الإلكتروني معهم. عند دخول المدرسة لاحظت التصميم المتقن والتنظيم الجميل للمدرسة. قابلت المدير في مكتبه وقدم لي نفسه بكل لطف، ثم التفت خلفه ليعد لنفسه كوبا من القهوة، سألني إن كنت أرغب كوبا من القهوة.
ثم تناول تقريرا كان على طاولته وقال لي هذا تقرير عن ابنك أعده فريق من التربويين في المدرسة، ثم أردف قائلا لقد كشفت اختباراتنا الوطنية أن ابنك يعاني من صعوبات تعليمية، فهو مثلا لا يفرق بين همزة القطع وهمزة الوصل، ولديه ضعف في بعض المهارات الأساسية في الرياضيات، كما أنه يجد صعوبة في القراءة، ثم استدعى فريقه التربوي وبدأنا حوارا مطولا هادئا حول سبل معالجة مشكلات ابني التعليمية ودوري في ذلك. عقب ذلك أخذني المدير في جولة سريعة على المدرسة فلاحظت أشياء كثيرة منها:
1 -قلة أعداد الطلاب في الفصول.
2 -تجهيز الفصول بأدوات التقنية الحديثة.
3 - لاحظت أن بوفيه المدرسة يقدم للطلاب إفطارا صحيا خاليا من الكولا والهامبرغر والبطاطس المقلية.
4 - زرت المختبر ولاحظت الطلاب وهم في انهماك تام يجرون تجاربهم العلمية.
5 - أما محتويات المكتبة فكانت ثرية ومرتبطة بالمنهج المدرسي.
وفيما كنت أتعجب مما رأيت سمعت صوت زوجتي وهي تقول لي لقد أذن الفجر.
أستاذ التربية بجامعة الملك سعود