قف لتغادر. فالرحيل عناء
واربط جوادك.. زانت الأجواء
الله أكبر.. إنها الشقراء
تغنيك عن وصف المها الأسماء
هذي مباسمها تجلت لؤلؤا
بكل ناحية سنا وسناء
بدت مفاتنها كجنة ربوة
زهر الرياض بها شذاً ورواء
تاقت إليها في السمو سماؤنا
ورنت إليها عينها الزرقاء
وتزاحمت صور الطبيعة لهفة
فتساقطت دمعاتها ا.لأنواء
والسحب ماست بالضفائر حلوة
فتهدلت ينساب منها الماء
والمهر من تبر الرمال صياغة
جاءت به بنقائه الدهناء
يا أيتها الشقراء أنت مليحة
حنت إليك بعشقها الورقاء
تبدين أرضاً في الطبيعة رقعة
ولكن حسنك ذروة وسماء
والشعر ينظم في بهاك قصائداً
ما ضمها الإيطاء والإقواء
وتنافست في حب أرضك أغصن
وبراعم قد شاقهن بقاء
وهفا النسيم مهفهفا في رقة
تبدو عليه سعادة وهناء
والطير أنشد دون أي قصيدة
فالشعر أنت. وأنت أنت غناء
* * *
يا دار علم للأنام ثرية
أنت الضياء فشعشعت أرجاء
يا دار قوم في الحروب أشاوس
لكنهم لحمى الهدى أبناء
يا دار قوم في التجارة برهنوا
أن النزاهة مهنة ووفاء
يا أرض قوم في السخاء حواتم
وندى الكريم مودة وصفاء
ويا دار قوم في المبادئ أثبتوا
أن المروءة ديدن ونقاء
الناس فيها صفوة بل نخبة
يسمو بها خلق العلا وحياء
لست بحاجة أن تعد صفاتها
أو تستشف لحسنها الآراء
هي في الحقيقة فوق كل حروفنا
يكفي مديحاً (هذه شقراء)
* * *
لا تقبلي مدحاً إذا هو ضيق
فالمسلمون إخوة وسواء
كوني كعود حازم في حزمة
رفعت إلى القدس الشريف حداء
كوني لسان تآلف وتوحد
فالجمع في درب الإخاء نماء
العقل يعظم كلما زانت له
لغة التواصل فالعداء فناء
لو كان فيك من الجمال نقائص
لأزحها بيد الطموح بناء
* * *
أنت الأبية دون أي تعصب
فالمجد يطلب والتعصب داء
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
إن الظلام تذيبه الأضواء
- كاتب وشاعر