فجأة وبلا سابق إنذار أصبح الشباب هو الشغل الشاغل لهم، وأصبحت البرامج الرياضية مساء الأربعاء لا هم لها إلا الشباب، فأضحت قلوب النقاد الرياضيين كلها على الفريق، وتباروا على تحليل الخسارة وأسبابها، ونثروا العديد من مسبباتها، بل وصل الأمر للتباكي على حال الليث وسوء حضوره، حتى خيل لك أن الليث في جنازة تحلق حولها اللطّامون، وليس المتصدر لمجموعته!
نعم، الخسارة بثلاثية غير مقبولة على الإطلاق ومهما كانت الظروف، والحضور الباهت ضد الجيش لم يكن له ما يبرره، كما أن السقوط المفاجئ للفريق بشكل عام في تقبله لثلاثة أهداف دفعة واحدة في حين بكل مبارياته الأربع مجتمعة في ذات البطولة لم يلج مرماه سوى هدف كل ذلك يدعو للاستغراب والتمحيص، لكن السؤال: أين أولئك النقاد وتلك البرامج من أفراح الشباب ومنجزات لاعبيه؟!
المدرب برودوم يحصل على الخامس بين مدربي العالم في التصنيف الشهري، فلا تسمع سوى همس، بالمقابل ذات البرامج يعلو صريخها ويُسمع صوتها كل متابع وهي تنتقد المدرب وعصبيته وتنقب في سبب خلاف بينه وأحد لاعبيه، أو في تحليل لقطة بدرت منه!
الفريق منذ بدء السنة الميلادية لم يتذوق طعم الخسارة، وتصنيف شهر أبريل يضعه الرابع عالمياً، كل ذلك لا يغري القائمين على البرامج إياها بالحديث عن ذلك، أو الإطناب في المديح لذلك المنجز، وكأن الشباب ليس في الساحة، لكن فجأة يصبح لأجل خسارة هو سيد البرامج ومحورها!
لاعبه تيقالي يتصدر ترتيب الهدفين وبأقل عدد من المباريات وبهدف واحد فقط من ركلات الجزاء، من شدة التجاهل تكاد تنسى أن في الدوري السعودي هناك ما يسمى بالهداف، مع أن البرامج في بداية الدوري ومنتصفه كان لا حديث لها سوى الهداف وقوة فتكه بشباك الخصوم عندما لم يكن شبابياً!
رئيس مجلس إدارته يضع لائحة تسهم في احترافية اللاعبين ومدى انضباطهم وتأسس لمفهوم محاسبة المقصر ومكافأة المميز، كل ذلك لم يحرك ساكناً في برامجهم، بل تجده يوضع خلف ظهورهم ويتم الحديث عن مشكلة لاعب للقدح باللائحة أو تصريح من الرئيس للنيل من عمل الرجل!
المضحك حتى ورقياً، أنه لأجل خسارة وحيدة آسيوياً لفريق شبه ضمن الصدارة، استيقظنا صباح اليوم التالي على صحيفة (النكبة) وهي تجتر أخطاء بعضها حدث قبل سنوات، لتخلط فيها بين الحابل والنابل ولا تفرق بين مسؤوليات الإدارة ومهام المدرب وواجبات اللاعبين، كل ذلك لتصنع بيتاً من العنكبوت تسميه (الفوضى الإدارية)، وكأننا لا نفطن إلى أنهم اتخذوا موقف الضد واستمروا على ذلك منذ الاحتجاج الشبابي للفيفا عندما تولوا مهام المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم ومحاميه وقتئذ!
ببساطة نحن أمام معادلة لا تستحق عناء التدقيق لفك طلاسمها، فالتعامل مع مشكلات الشباب إن وجدت يكون بمبدأ كرة الثلج، في حين أن الحديث عن أي تميز أبيض لا يستحق أكثر من قطرة تسللت إلى بحر في ليلة مظلمة، لذلك لا تستغربوا كثرة اللطّامين وتزاحمهم عند كبوات الشباب وعلى النقيض لا تتعجبوا لو عُدمت مأدبة الفرح الشبابية من الحضور!
أهلاً بالعروبة
قدم المهر عملاً وجهداً وتفانياً فنال عرس الصعود بجدارة، قدم أجمل المباريات وتميز في جل الجولات، فكان لابد لسفير الجوف من أن ينال التفوق، مبروك لأهل الجوف عامة ولإدارة ولاعبي وجماهير العروبة بشكل خاص، وأملي أن يبدأ العمل من الآن، للتجهيز لدوري (عبداللطيف جميل) فالخصوم أقوى والمتنافسون كُثر والجو العام مختلف تماماً عن دوري ركاء، لكني أثق بأن هنالك رجالا سيكونون على قدر المسؤولية ومستوى التحدي، لذلك لم أستغرب تلك الرسالة النصية من أحد محبي العروبة وهو يحذر فرق جميل بقوله:
صح الشمالي صدره أوسع من الكون
بس انتبه لا ضاق صدر الشمالي
مدرسة الوسطى
أصبح فريق الرياض أقرب من أي وقت مضى للعودة لمكانه الطبيعي بين فرق الدوري الممتاز، فمدرسة الوسطى ذات التاريخ المرصع بالذهب لا يليق بها مكاناً سوى بين الكبار، وإن كانت الخطوة الأخيرة هي الأصعب، حيث سيلتقي فريق سدوس، صحيح أن المباراة ستكون في الرياض، لكن الفريق المقابل مهدد بالهبوط وخطر هبوطه في حالة خسارته أو تعادله مع فوز النجمة يصبح واقعاً مراً، لذلك نحن على موعد مثير رياضياً يجمع بين طموحين مختلفين، وهو ما سيجعل الملعب محط أنظار كل متابع.
قالوا:
هم يحسدوني على موتي فوا أسفا
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
تويتر: @sa3dals3ud