قصاصيب فرنسا (مُفردها) قصاب وهو (بائع اللحم)، نظموا الأحد الماضي حفلة شواء ضخمة في منطقة باريس، قُدم فيها لحم (3 أبقار وعجل و10 حملان) بعد شوائها على المارة (مجاناً)؟!.

طبعاً الهدف المعلن من حفلة الشواء هو (مواجهة) تراجع استهلاك اللحوم بنسبة 25% ، وكذلك صعوبة إيجاد (لحامين جدد)، الأول قيل إنه نتيجة خطر اللحوم الحمراء صحياً، والوعي البيئي لدى المستهلكين، والثاني هو تدني أجور العاملين في هذه المهنة، أما الأسباب الحقيقية بحسب (اتحاد اللحامين) فهي ارتفاع أسعار اللحوم، وعدم تغطية ميزانيات الأسر لشراء (لحوم حمراء) كما كان في السابق، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف ، وقد تم تقديم (معادلة تبرر الارتفاع وأسبابه) ونشرة توضيحية قبل الزيادة بفترة كافية، و يبدو أن مثل هذه الحفلة المجانية ستعيد بعض المستهلكين مجدداً عند تذوق طعم (اللحم المشوي)!.

طبعاً معالجة ارتفاع الأسعار لدينا مختلفة تماماً و على طريقة المثل القائل: كله ضرب .. ضرب .. مفيش شتيمة أبداً ؟! بمعنى لا يوجد تحذير أو تبرير (مسبق) برفع الأسعار، تنام على سعر، وتفتح عينك الصبح على سعر مختلف تماماً!.

كل (خناقة) يفترض أن تبدأ (بالشتيمة أولاً) ثم الضرب ثانياً، ولكن وزارة التجارة التي يفترض أنها تنظم هذا الأمر بيننا وبين التاجر، جعلتنا في مرمى (بُنيات) التجار، مفردها (بُنية) وهي ضربة الملاكم السريعة والموجعة على وجه الخصم وهو غافل ودون أن يعلم .. ودور الحكم هنا هو احتساب (النتيجة) فقط!.

والدليل على ذلك أن الجمعية المسئولة عن المستهلك يُطلق عليها (جمعية حماية المستهلك)، ولم تسمَ (جمعية حفظ حقوق المستهلك)! وهنا فرق كبير؟! (فالحماية) تُضمن لمن يتعرض (للخطر والعنف) وما في حكمهما، ومن ذلك ما نتعرض له يومياً من التجار الكرام!.

من حقنا الحصول على (الحماية الكافية) كمستهلكين قبل خطر (رفع الأسعار) حتى لو السؤال الذي نطرحه كمستهلكين (من غير حماية) على وزارة التجارة: هو كله ضرب.. ضرب.. مفيش شتيمة أبداً؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي .