أحد مسئولي التعليم (المتقاعدين) وصف عبر إحدى (تغريداته) تعليق الدراسة هذه الأيام بأنه (تراخٍ)، متفاخراً أن عهده لم يشهد مثل هذا التعليق، فخلال ربع قرن لم يتم تعليق الدراسة (يوماً واحداً) متسائلاً أين الجد والحزم، ولماذا الاسترخاء؟!.

بكل تأكيد نحن مع سلامة الطلاب في مثل هذه الأجواء، ولكن هل بالفعل (تعليق الدراسة) يقود للاسترخاء والتراخي؟! اعتقد أننا في حاجة لتثقيف (المجتمع المدرسي) بمعنى التعليق، لأن ما يحدث اليوم قد يؤدي لما ذكره (سعادة المسئول السابق) بمعنى أن تعليق الدراسة رسمياً ليوم أو يومين، يتبعه (يوم ثالث) يكتسبه الطالب تلقائياً؟!.

وهذا يقودنا إلى التفكير في ضرورة إعادة رسم العلاقة بين الطالب والمدرسة، وبل وحتى كيفية مثابرة الطالب واسترخائه أو تراخيه داخل الفصل؟!.

بعض الدراسات الغربية والتجارب (الفلسفية) تقول إن أكثر (العقول البشرية) قدرة، لا تستطيع الصمود في التركيز (بشكل كامل) أكثر من 15 دقيقة متواصلة، وأن (العقل) يجب أن يُمنح (فرصة) لاستعادة التركز مجدداً ولو (لثوان معدودة)؟!.

وهنا أسأل كم تبلغ مدة (حصصنا التعليمية) للمدرس والطالب؟! وهل تحتاج بعض الدروس في (مناهجنا) لشرح مركز لأكثر من 15 دقيقة متواصلة؟!.

المنظرون العرب من المترجمين و(المتشائمين) خرجوا علينا بفلسفة عربية خاصة تقول إننا نفقد التركيز تدريجياً بعد مرور 8 دقائق فقط، وبأقل من المعدل العالمي السابق؟!.

(التجربة الفنلندية) فريدة ومذهلة على مستوى العالم، تتعامل مع الطالب بمبدأ الاسترخاء حتى سن الـ 15 سنة وبطرق خاصة لتوسيع مداركه وتنمية مهاراته، وبعد ذلك يتخصص في حقل معين بالمثابرة والجد والحزم لينجح ويصبح عبقرياً!.

وعلى رأي (أينشتاين): العبقري لا يحتاج سوى 1% موهبة وذكاء و99% مثابرة وجد وعمل مستمر!.

نحن بين مفهومين متناقضين (تجارب تعليمية عالمية) تعتمد على الاسترخاء واللين وتنتج عباقرة، وبين نظريات الجد والمثابرة العملية التي يحتاجها العباقرة؟!.

والسؤال: كيف يجب أن نتعامل مع طلاب جيل تعلق دراسته (لظروف مناخية) يراها البعض استرخاء وعدم حزم وجد..؟!.

إننا جميعاً نحلم أن يكون من بين طلابنا (عباقرة)، لم نكتشف بعضهم بالحزم والجد الذي عاشه (الجيل السابق)..؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.