عندما يُذكر الإمام ابن القيم الجوزية -رحمه الله-, تُذكر فتاواه، ويتبادرللذهن علمه الغزير في الفقه والحديث؛ وهو علامة عصره، ولا شك في ذلك، لكن ما لا يتبادر لذهن الغالبية العُظمى أن هذا الشيخ الجليل، ترك للمكتبة الإسلامية والعربية كتابا في (الحب) وفلسفته، وكأنما لم يؤلف غيره -رحمه الله- أو يكتب أو يترك أثرا مثلما تركه إمام الموحدين في كتابه (روضة المحبين ونزهة المشتاقين)؛ ولعل في طرق هذا الباب الكبيرمن أبواب الدنيا المشرعة بالمحبة والتسامح ونبذ الكراهية ومقت أهلها، ما فيه مدعاة لكثيرمن طلبة العلم الشرعي وغيره أن يقتفوا أثر الشيخ العلامة ابن القيم الجوزية في نهجه القويم الذي جمع بين الدنيا بارق وأجمل وأنبل ما فيها وبعظمة الدين الحنيف، ليترك لنا نهجاً نبعه صاف، ومسلكاً طريقه واضح المعالم.. وكم نحن أحوج اليوم لفكر ومنهج كثير من علماء الأمة الأفاضل الذين تركوا بصماتهم كمشاة يُستضاء بنورها لتسامح الآخرمع الآخر وحب الخير وترك بصمته على حياتنا الباعثة على كثير من نقيض هذا النهج وذلكم الفكر.
أخذت كلام ابن القيم الجوزية الشيخ الجليل وفلسفته في الحب دون غيره، ليقيني أنه كتب وترك فينا ما يُغني عن تتبع كُتب ومؤلفات كثيرمن أساتذة الفلسفة الذين حوى التاريخ كتبهم ومؤلفاتهم وسطرها لتنشر المحبة والتسامح بين الناس، كُل الناس، دون تمييز عرق أو أصل أو لغة أو دين، إلا أن كتاب شيخنا الجليل حوى فلسفة الحب بعفاف مؤصل له في الشرع، مؤطر له بإطار بعيد عن (الهوى).. يقول ابن القيم الجوزية -رحمه الله-، الحب هو امتزاج الروح بالروح لما بينهما من التناسب والتشاكل (التشابه).
ويردف قائلاً.. (إن جميع أنواع الحب لا بد وأن يكون لها سبب إما طمع أو قرابة أو اتفاق مذهب أو نيل وطر إلا اتصال النفوس وامتزاج الأرواح، وكل أنواع الحب السابق تنتهي بانتهاء عللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها حاشا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس).
وهنا أقف عند قامة رجل عُرف بالحب وسمو روح وأصالة حسب وعذوبة شعر وروعة منطق وأدب وخلق لا يضاهيه فيهم جميعاً.. إلا من رباه فأحسن تربيته.. إنه الأمير المحبوب نواف بن فيصل بن فهد.. رجل لا يضيرني شيئاً في البوح بمحبته وإعلانها نثراً في ما تقرؤون بعد قول شيخنا ابن القيم الجوزية (كل أنواع الحب السابق تنتهي بانتهاء عللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها حاشا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس).. فأقول ويشهد الله على صدق ما أقول: إنني لا أخال أحدا في الدنيا الفانية عرف عن قرب أو سمع مجرد سماع بنواف الشباب والرياضة إلا وأخاله قد أحبه فكراً وروحاً وطيب أصل ونقاء معدن.. لا أعلم كيف وماذا اعترى قلمي بعد أن شاهد لقاء سموه مؤخراً في البرنامج المهني بضيافة المذيع الأكثر مهنية وتألقاً وبهاء في الوطن العربي الأستاذ مصطفى الأغا، لا أعلم كيف لقلمي أن يصف تلك المشاعر التي اختلطت بأحاسيس لا تعرف غير صادق المعنى لكلمات صعب رصف مخرجاتها اللغوية دون ارتباك، ارتباك يفرضه حب لم يخطر ببالي غير صدق مشاعر شيخنا ابن القيم الجوزية وهو يصف الحب الصافي النقي من الشوائب.
استمعت بعين المتبصر وقلب المحب وقلم الناقد؛ فلم أجد أكثر مما قاله سموه في كل محور ليكون عنواناً لمعنى المسئول المحبوب، ذي القلب الكبير المتسامح، والعقل النير المنير، كنت أرى في محاوره صدقاً لم ألمسه في كثير من مدعي الحوار الهادف، فأيقنت أنه ما من متابع صافي السريرة مستنير البصيرة إلا وقد خالطته تلك المشاعر النبيلة التي صاغها شاعر في قالب مسئول وأبرزها أمير بفعله الذي يوافق منطوقه، لا بفعل غيره في صورة أخ متواضع للجميع.
ولأن الإنسان في لحظات الصفاء والنقاء،كماكانت تلك اللحظات الجميلة لسموه التي أمتعنا بها هو وجُل طاقم برنامج صدى الملاعب ليل الأربعاء الفائت، لا يُخرج إلا ما تكتنزه روحه الأكثر جمالاً.. فكان (الحب) كسمفونية فريدة متفردة عنواناً أبرز للقاء (استثنائي بمعنى الكلمة).. فأطلق نواف بحس المسئول عنواناً أضحى لقباً لنادي الفتح.. لقب النادي المحبوب.. فكان لقباً يستحقه بغبطة (النادي المحبوب.. الفتح) ولا غرابة أن تأتي تلك المفردة كشيء يسير مما تحمله نفساً لا تعرف غير التسامح والإخاء الكل يتعامل معها بصدق وأمانة، فيكون نتاج عمله هو حصيلة امتزاج طهارة النفس بأمانة العمل، وهذا لعمري ما ميز (الأمير المحبوب) على الدوام وما ميز (النادي المحبوب) منذ سنين.
خُذ عِلم
- كم تمنيت لكثير من (مرضى تويتر) أن يكونوا قد شاهدوا لقاء الأمير المحبوب الأربعاء المنصرم، وكلي ثقة في أن كثيرا منهم إن لم يكن جميعهم سيقلعون طوعاً عن أسلوب الفاشلين في التعاطي مع المسئول الأكثر تجاوباً وأريحية ووضوحا ونقاء.. أولئك المرضى لم يغبني سوى تغريدة لسموه في الرد على أحدهم، ممن كان تجاهلهم مضنيا كما هو الرد عليهم،.. حين قال سموه..( إن حكينا ندمنا.. وإن سكتنا قهر).
- الشفافية والوضوح لم تمنعا نواف الرياضة والشباب أن ينتقد شيئا من عمل مرشحنا لرئاسة الاتحاد الآسيوي، تلكم الشفافية وذلكم الوضوح لم يمنعا أيضا من القول بصريح العبارة أن موعد كرسي رئاسة الاتحاد الآسيوي للسعودية ستكون للعام 2015م أعلنها مدوية، فهو لا يعرف الغرف الظلماء والاجتماعات السرية واللعب من خلف وتحت الطاولات.. بل أعلنها على الملأ.. ومن لا يعجبه ذلك فليشرب من البحر.
- قدم نواف نصيحة للأسرة العربية شدّد خلالها على أهمية دور الآباء والأمهات في لعب دور القدوة الصالحة، وتربية أبنائهم وتوجيههم نحو نبذ التعصّب بكافة أشكاله، وذلك حرصاً على ألاّ يحمل الأبناء في المستقبل صفةً ضارّة تحول دون تطوّر الرياضة وتنمية المجتمع.. التركيز على الأسرة في بناء المجتمع يعكس جانباً مضيئاً في حياة الأمير المحبوب لكون من تربى في كنفيهما -رحمهما الله- لا يمكن إلا وينتجان لنا قدوة مثل نواف بن فيصل بن فهد.
- حتى وهو ينهي مشواره يوم التتويج يأبى (النادي المحبوب) إلا أن يوزع المحبة برباعية نظيفة لكل من سانده ووقف معه تحية محبة من القلب للنادي المحبوب.
- بالحب والمحبة استقبلتم بصريح العبارة وبمثلها أودعكم إلى الملتقى بإذن الله الأسبوع القادم.
ضربة حرة:
ما عالج الناس مثل الحب من سقم
ولا برى مثله عظماً ولا جسدا