للقيم الاجتماعية الدور المهم والبارز في تشكيل الرؤية العامة لكل فرد من أفراد المجتمع! هذه القيم والعادات والتقاليد والأعراف تعمل على ضبط التصرفات وتحد من كل النزوات وتقضي على التصرفات التي تساعد على الانحلال والانفلات وبالتالي منع الإنسان من الانحدار إلى الأماكن التي لا تليق بإنسانيته وعلى وجه الخصوص الإنسان المسلم العاقل، إن للترابط الأسري والمحافظة على الشيم والقيم والكرم والتسامح والأمانة والبساطة الدور المؤثر والفاعل الذي يمنع المجتمع من التحلل من القيم والفضائل والمستمدة من العقيدة وتعاليم الدين الحنيف وأوامر سيد البشرية -صلى الله عليه وسلم-، الذي أمر أمته بالتخلص من كل المبادئ الهدامة، إن اتباعه عليه الصلاة والسلام كفيل بتخطي كل العقبات والمساهمة في حل كل المشكلات التي تؤرق بال الإنسان في هذا العصر والتي تعرقل مسيرة التنمية! إن قيمنا وعاداتنا لا يجوز التهاون بها أو التقليل من شأنها لأنها المنظار الحقيقي الذي نستطيع من خلاله رؤية أنفسنا وتقويم أهدافنا، وإن احترامنا لها يعتبر عاملاً من عوامل القوة التي بواسطتها نكسب احترام العالم بأسره لأن ثقافتنا وموروثاتنا في شموليتها وخصائصها الروحية تمثل وجودنا ومكانتنا وتميزنا بين شعوب العالم وإن ما يحدث من تغيرات اجتماعية في حياتنا اليومية يجب ألا يحدث أي خلل في بناء هذا المجتمع، من هنا لا بد من الوقوف في وجه ما نتعرض له من غزو فكري يهدف إلى انسلاخنا عن عقيدتنا وعن حضارتنا ولندرك أن الأعداء يريدون لهذه الأمة أن تصبح مسخاً تابعاً لغيره يؤمر فيطاع ويصبح متهاوياً كما تهاوت أمم وشعوب وأجيال تساقطت إلى الهاوية؟ إن المجتمع بأسره مطالب برفض كل ما يسيء إلى وجودنا ومكارم أخلاقنا والحفاظ على هويتنا وتاريخنا وأمجاد أسلافنا.. والله الهادي.