مع أننا كسعوديين لا نحتاج إلى يوم يحدِّد ذكرى لنعدِّد الإنجازات والأعمال التي تتوالى يومياً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي جسَّد بصدق عهد الإصلاح والتطوير الذي زخر بالعديد من الإضافات التي يعجز المتابع من اللحاق بها والحديث عنها، إلاّ أنه ومن أجل التوثيق والمراجعة، يحسن بالإنسان أن يستفيد من يوم المناسبة لنستفيد من الذكرى للمراجعة والمحاسبة من أجل الارتقاء للأفضل والأحسن، والتذكير بما تم إنجازه للبناء عليه وتطويره وتحسينه.
والمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وفي غضون السنوات القليلة التي اضطلع بها بالمسئولية، تحققت فيها إنجازات جعلتنا نحن السعوديين نستقبل الذكرى الثامنة للبيعة بسعادة غامرة، وفي تلاحم يجسِّد الوفاء والولاء والحب الخالص لقائد وضع شعبه في قلبه وجعل همه الأول إسعاده وتحقيق كل أحلامه.
في سنوات قليلة لا تُعَد شيئاً في عمر الشعوب، حقق الملك عبد الله بن عبد العزيز إنجازات نقلت المملكة من الدول النامية إلى الدول الأكثر نمواً، وإحدى الدول المتقدمة في مجموعة العشرين، وهو إنجاز كبير وكبير جداً عجزت عنه الكثير من الدول التي تسبقنا إنشاءً وتحفل بالعديد من الموارد، وأكثر منا عدداً، إلاّ أنّ حكمة القيادة، وفكر عبد الله بن عبد العزيز وحكمته في إدارة الحكم، وقبل كل شيء حبه لشعبه، أحدث تحولاً إيجابياً ونقلة نوعية في كل أوجه التنمية، فقد انطلقت ثورة حقيقية في التعليم العام والتعليم العالي، فبالإضافة إلى إصلاح التعليم والمناهج وتطويرها، توسّعت الدولة في إنشاء الجامعات فأصبح بالمملكة 21 جامعة حكومية، إضافة إلى عشرات الجامعات الخاصة و150 ألف طالب جامعي مبتعث. كما تم التوسع في بناء المدن الطبية والجامعية وتطوير القضاء، إضافة إلى فتح مجالات العمل للمواطن، وأشركت المرأة السعودية ووصلت إلى أعلى درجات صُنع القرار، فاختيرت 30 سيدة سعودية في مجلس الشورى ما يشكِّل 20% من أعضاء المجلس، وهي من أعلى النسب في المجالس البرلمانية، كما تمّت معالجة وضع الإسكان من خلال توفير الأراضي المهيأة للسكان وتوفير القروض وقيام وزارة الإسكان بإنشاء مئات الآلاف من الفلل السكنية.
إنه بحق عهد حفل بالإصلاحات والإنجازات ورفع من المستوى الدولي للمملكة، وجعلها إحدى أهم الدول الإقليمية والعربية والدولية، كواحدة يحرص الجميع على الأخذ برأيها والعمل به، خدمة للمواطن السعودي أولاً ولأبناء الأمتين العربية والإسلامية.
jaser@al-jazirah.com.sa